ودليلا للطالب، أقتصر فيه على أنساب العلماء المشهورة. . .» (١).
واستغرق تقديم ابن حماده لتراجم مختصره أكثر من سبع ورقات، استهلها بالتنويه بحسن اقتداء الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين لهم بإحسان بالنبي ﷺ، وما امتاز به أهل المدينة من كونهم أعلم الناس بسنته ﵊ ودقائق سيرته، وما يمثله إيراد تراجم العلماء من دعوة للتأدب بآدابهم.
ثم أشاد بكتاب ترتيب المدارك للقاضي عياض الذي جمع ما تفرق في كتب كثيرة، مع استيعاب أخبار المترجمين. وأنه أراد تقريب هذا الكتاب الحافل لأهل العلم وطلبته حتى يتيسر حفظه وتسهل الاستفادة منه، وذلك باختصاره والاقتصار على عيون أخباره، وحذف ما لا يحتاجه غير المتبحرين، فقال: «ولما اختار أئمتنا المتقدمون بالأندلس رضوان الله عليهم الأخذ بمذهب أهل المدينة دار الهجرة والوحي. . . رأيت أن أقتصر في النظر على آداب العلماء المالكيين، والأئمة منهم المتقدمين والمتأخرين، فرأيت العلماء قد ألفوا في ذلك تواليف كثيرة يصعب على كثير من الناس جمعها، ويعسر عليهم طلبها، إذ كل أحد ألف في أخبار علماء بلده أو أئمة قطره وشيوخ عصره. . .
ثم إن الفقيه القاضي الإمام الحافظ أبا الفضل عياض بن موسى بن عياض اليحصبي. . . جمع ما افترق من رواياتهم، ولفق ما وقع في التعاليق عنهم، واستوعب أخبارهم، وتقصى آثارهم، فنقلت إليه الكتب المذكورة من كل
_________
(١) مختصر ترتيب المدارك: ٣ أ.
1 / 46