الكثير إلاّ قليلا» (١).
ثم قال: «ولم أزل منذ سمت همتي لمعرفة هذا الفن، وتحركت نيتي للاطلاع عليه، أستقرئ سبل مسالكه، وأفحص عن وجوه مداركه، وأقيد أثناء مطالعتي شوارده. . . إلى أن اجتمع لي من ذلك بعد طول المباحثة الشديدة، والعناية التامة، والمطالعة المتواترة، ما وجدته بغية وغنية» (٢).
وقال أيضا: «وأبرزته تأليفا مفردا في مضمونه، بالغا فيما قصر عليه من أنواع هذا العلم وفنونه» (٣).
ثم قال: «فابتدأنا بذكر الفقهاء من أصحابه خاصة، ثم بأتباعهم طبقة بعد طبقة، وأخلافهم أمة بعد أمة، إلى شيوخنا الذين أدركناهم (٤)، وأئمة زمننا الذين عاصرناهم، ممن شهرت إمامته، وعرفت معرفته، أو ظهرت تواليفه، ونقلت أقواله، وامتثلت فتاويه وآراؤه، على حسب تقدم أزمانهم، وتعاقب أوقاتهم، فأنبأنا بأسمائهم، وأعربنا عن ألقابهم وأنسابهم، وقيدنا مهملها لئلا يقع فيها تصحيف، وأزحنا علة مشكلها ليأمن من اطلع عليها من التحريف» (٥).
وقال أيضا: «ثم ذكرنا من مولدهم ووفاتهم، وذكر مشايخهم ورواتهم،
_________
(١) ١/ ٥ - ٦.
(٢) ١/ ٧.
(٣) ١/ ٨.
(٤) تنظر حاشية الصفحة ٢٧.
(٥) ١/ ١٤ - ١٥، وكذلك طبعة دار مكتبة الحياة: ١/ ٤٦، ونسخة مكتبه الحرم النبوي: ١/ ١٠ ب.
1 / 35