قال فيه رفيقه وتلميذه أبو عبد الله محمد بن حماده: «ونشأ في طلب العلم والاختلاف للأشياخ مع حدة (١) ذهنه، وذكاء فهمه، أجلسه أصحابنا للمناظرة إذ لم يجدوا من جلوسه محيصا وهو [ابن] (٢) نحو ثمانية وعشرين سنة، ثم أجلس للشورى بعد ذلك بيسير، ثم ولي القضاء وهو [في] (٣) نحو الخمس وثلاثين سنة، فسار فيها بأحسن سيرة. . . وكان حافظا للمسائل، قائما بعلم الحديث ومعانيه وعلله وجمع طرقه، حافظا للأخبار، حامل آداب ولغة ونحو، ما تكلم في علم إلا وأخذ منه بالنصيب الأوفر. وكان يحمل أصول ديانات وأصول فقه. . . عارفا بالشروط والوثائق والأحكام، وكان
_________
= الحسين بن محمد شواط: ١٢٥ - ١٦٣، والقاضي عياض عالم المغرب وإمام أهل الحديث في وقته له أيضا. هذا، وقد أفرد محمد بن جابر الوادي آشي - ت ٧٤٩ هـ - ترجمة للقاضي عياض، قال في برنامجه ٢١٨: «جمعت قطعة جيدة تضمنت التعريف بالقاضي عياض وتواليفه وما قيل فيها وما وقع لدي مما خاطب به الحافظ السّلفي وغيره وما وجدت له من نظم أو قيل فيه، وأثبتها في آخر الشفا الذي كنت نسخته ابتغاء ثواب العلم الجسيم». كما نسبها له ابن فرحون في الديباج المذهب: ٢/ ٣٠١ وسماها (الترجمة العياضية)، وهي مفقودة فيما يبدو. ولعل ما أثبت في طبقات الفقهاء المالكية لمجهول في ترجمة القاضي عياض عن محمد بن جابر الوادي آشي: ٣١١، ٣١٤ هو منها. والله أعلم.
(١) كذا في الأصل وفي طبقات الفقهاء المالكية لمجهول: ٣١٠ نقلا عن مختصر ابن حماده: «جودة».
(٢) في الأصل: «من». والمثبت من طبقات الفقهاء المالكية لمجهول: ٣١٠ نقلا عن مختصر ابن حماده.
(٣) في الأصل: «من». والمثبت من طبقات الفقهاء المالكية لمجهول: ٣١١ نقلا عن مختصر ابن حماده.
1 / 29