Cemalüddin-i Efganî: Birinci Yüzyıl 1897-1997
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
Türler
إنا أنزلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ،
إنا جعلناه قرآنا عربيا لعلكم تعقلون ، وذلك من أجل أن يفهم وأن يعمل الإنسان بالعقل لتدبر معانيه وفهم أحكامه ومقاصده. وفكر الأفغاني هو فكر شرعي يقوم على الاجتهاد عن طريق الالتحام المباشر بالواقع والتنظير المباشر له اعتمادا على روح الإسلام ومقاصد الشريعة وليس القياس الفقهي القديم الآلي الثابت، تعدية الحكم من الأصل إلى الفرع لتشابه بينهما في العلة. فالنص هو الواقع، والعلة مقاصد الشريعة، والفرع أحوال المسلمين من استعمار وقهر وتسلط وتخلف وتجزئة، والحكم هو النضال والثورة. يعتمد على المعقول والمنقول والمعاش. والاجتهاد مذكور بنص القرآن.
ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ،
فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون . لقد أضر جمود بعض المستعلمين بالإسلام والمسلمين. لذلك يفتخر الأفغاني بصفات التعقل والتروي وانطلاق الفكر من الأوهام. نعم، في الإمكان أبدع مما كان. وتعجز العين المجردة عن رؤية الأشباح والأجرام البعيدة، وتستعين بالمجاهر والنظارات. وإذا كان على مستوى الخلق ليس في الإمكان أبدع مما كان فإنه على مستوى الصنعة هناك باستمرار في الإمكان أبدع مما كان. والعصامي قد يكون لمن يخلفه عظاما. والعظامي فقط قد يبقى وارثا للعظام.
6 (2) الإسلام والنصرانية
ويتجلى الصراع بين الأنا والآخر في الإسلام والنصرانية، أو الشرق والغرب، أو التحرر والاستعمار، أو السقوط والنهضة، ويبدأ الأفغاني بآية قرآنية
إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد
من أجل النظر في التاريخ، والإجابة على سؤال شكيب أرسلان تلميذه: لماذا تخلف المسلمون وتقدم غيرهم؟ ويبدأ بتقرير واقع حسي بديهي، أن الله خلق الإنسان عالما صناعيا، ويسر له سبل العمل، وهداه إلى الإبداع والاختراع، وقدر له الرزق من صنع يديه، يفلح الأرض ويرعى الحيوان، ويخيط الملابس، ويبني المساكن تحقيقا لفكره وإبداعه. ولو لم يعمل ويجتهد لعاش عالة على غيره يستجدي العون. وهو في فكره وعمله في حاجة إلى من يرشده ويعلمه وهو الدين. فالدين مرشد للحياة. وتتنازع في الإنسان صفتان متناقضتان: الشجاعة والجبن، الجزع والصبر، الكرم والبخل، القسوة واللين، العفة والشره، الكمال والنقص. لذلك احتاج إلى التربية منذ طفولته الأولى لتنشئة الإنسان على الفضائل دون الرذائل. وتبدأ في الإنسان ثلاثة بواعث: الأول يرفعه نحو الأسرار الإلهية وبالتالي اكتشاف الدين، والثاني نحو الخواص الطبيعية وبالتالي اكتشاف العلم، والثالث نحو الحقائق الإنسانية وبالتالي اكتشاف العلوم الإنسانية. ويعتمد في إشباع هذه البواعث على كل ما اختزن الآباء والأمهات والأقوام والمربون. أما التكوين البدني فلا شأن له بالاستعدادات الذهنية إلا قوة أو ضعفا. الاستعدادات موجودة بالطبع، ويختلف الناس فيها قوة وضعفا، فطرة واكتسابا. قد يتفوق فيها السابقون على اللاحقين، وقد يتفوق فيها اللاحقون على السابقين. ويظل للروح سلطان على البدن والذهن كما يقضي بذلك العقلاء.
والدين وضع إلهي، والبشر هم الداعون إليه، تتلقاه العقول عن المبشرين المنذرين. فهو مكتسب لمن لم يخصهم الله بالوحي ومنقول لهم بالإبلاغ والدراسة والتعليم. وهو أول ما يمتزج بالقلوب، ويرسخ في الأذهان، وتصطبغ به النفوس، وما ينتج عنه من عادات وممارسات بدنية، وعزائم وأدوات. فهو سلطان الروح ومرشدها لتدبير البدن وكأن الإنسان مجرد لوح أبيض ينقش عليه الدين أول ما ينقش. ولو خرج الإنسان على الدين لم يخرج عما تركه فيه من صفات. واضح أن الأفغاني يجعل تقدم النصرانية وتخلف الإسلام إنما هو راجع لقانون تاريخي، القدرة على السيطرة على العالم وإعادة تصنيعه بهدي الدين. وأن الإنسان به الخير والشر، ورسالته في العالم تقتضي غلبة الخير على الشر. وأن الإنسان في بواعثه إما يكون عالما إلهيا أو عالما طبيعيا أو عالما إنسانيا. وهي مقدمة ضرورية للإجابة على سؤال تخلف المسلمين وتقدم النصارى وإرجاع ذلك للدين دون أن يطور ملاحظاته بأن النصارى تركوا الدين القديم وأخذوا دين العقل والعلم والإنسان والطبيعة فتقدموا، وأن المسلمين أخذوا الدين الشعائري العقائدي الفقهي وتركوا الدين العقلاني العلمي الإنساني الطبيعي فتخلفوا.
7
Bilinmeyen sayfa