فإن القائل بهذا القول يحكم بما هو خارج من صناعة الطب، فيبطل أصولها.
وذلك أنه قد يحتاج الأطباء إلى أن يسلم لهم أن أصناف الأمراض كثيرة، وأصناف العلاج الذى يكون به الشفاء أيضا كثيرة. وليس هم إلى أن يسلم لهم شىء أحوج منهم إلى أن يسلم لهم هذا. فمن لم يسلم لهم هذا، فقد أبطل أصول الطب. فقوله إذا خارج عن صناعة الطب.
وذلك أن المناقض لم يبطل أصول صناعة من الصناعات، أى صناعة كانت، فليس هو صاحب تلك الصناعة التى يروم إبطالها، وإبطال أصولها، لكنه غيره.
وقد يصح لك ذلك من قول أرسطوطاليس حين قال: فكما أنه ليس للمهندس قول يعاند به من يبطل أصول الهندسة، لكن القول فى ذلك إما من صناعة أخرى، وإما من صناعة مشتركة لجميع الصناعات.
Sayfa 64