فإنه فى هذا القول أيضا إنما يصف ما الذى دعا قوما إلى أن قالوا إن الإنسان شىء واحد.
ولما قصد أيضا لمناقضتهم قال هذا القول:
هذا على أنا لا نجد أحدا ممن أفرط عليه الاستفراغ بالقىء، أو بالإسهال مات. وإنما خرج منه المرار وحده.
ثم أجرى قوله على هذا المثال فى سائر الأخلاط، ليبين أنه ليس واحد منها أصلا لطبيعة الإنسان فى الجملة، يعنى الاسطقس الذى كان عنه حدوثه، لكن الأخلاط الأربعة — فلم يقصد فى هذا لقول ليبين شيئا غير ما تضمنه منذ أول قوله، وهو أنه ليس الإنسان شيئا واحدا، وأن هذا القول، أعنى قول من ادعى من الفلاسفة الناظرين فى الطبائع، ومن الأطباء أن الأشياء كلها، أو الإنسان حدث عن اسطقس واحد، لقول خارج عن المعقول، أرعن.
Sayfa 51