والثالث: توتر النبض. فإن هذا يوجد أيضا فى جميع من يعرض له الذبول من قبل الأورام، وليس يفارق جميع من خيف عليه موت سريع من قبل أمراض القلب، أو من قبل الغشى العارض من المعدة، فسقى نبيذا، فأفلت من ذلك الموت السريع، وصار إلى الذبول على طول الأيام.
إلا أن يقول قائل: إن هؤلاء أيضا إنما يتلفون بسبب أورام يسيرة لا تظهر. فإنه قد يعرض لبعضهم النبض المنحنى.
إلا أن يقول قائل أيضا فى هؤلاء: إن ذبولهم من قبل ورم. ويقول فى سائر باقيهم إنه يعرض لهم الذبول من غير ولم. وهذا من الأمور المشكوك فيها.
والنبض فيمن هذه حاله ثابت على حال واحدة، ضعيف، متواتر جدا. ومنهم من يكون نبضه منحنيا. وهذا هو الصنف الثانى من أصناف أصحاب الذبول.
ومنهم صنف آخر ثالث يكون نبضهم متفاوتا. ولا بد أيضا فى هؤلاء من أن تكون الحمى التى قد تقدمت الذبول قد جعلت فى نبضهم تواترا، وأن يؤول بهم الحال عند غاية انحلال القوة على أن يكثر التواتر فى نبضهم.
فأما ذلك الزمان كله الذى بين خمود الحمى وبين حلول هلاك المريض فتغير النبض فيه إلى التفاوت قائم.
Sayfa 70