وليس يمكنك أن تعرف النبض الخاص بكل واحد من الناس على حقيقته إلا بالتجربة فقط. ولذلك قد ينبغى لك أن تجس عرق الإنسان الواحد مرارا كثيرة، ولا سيما فى وقت صحته وسلامته من الآفات، وسكونه من كل حركة قوية ، ثم تجسه إذا خالفت حاله هذه الحال.
إلا أنه لما كان لا يمكن المتطيب أن يعرف بالتجربة نبض جميع الناس، لأن كثيرا من الناس مرارا كثيرة قد احتاجوا إلى أطباء لم يلقوهم وهم فى صحتهم، فالأجود أن يكون فى هذا الباب أيضا للعالم فضل على الجاهل.
وفضل العالم على الجاهل فى هذا الباب أن تكون عنده معرفة الأمور التى هى لأكثر الناس على حال واحدة.
فإن للرجال فى المثل طبيعة تعمهم، وللنساء طبيعة تشتمل عليهم، وللمحررين طبيعة تعمهم، ولأصحاب المزاج البارد طبيعة أخرى مشتركة. ولكل قضيف طبيعة أخرى عامية، ولكل عبل طبيعة مشتركة.
Sayfa 33