============================================================
جاهل، سرك مكذر، صدرك بالاسلام غير مشروح، باطنك خراب، وظاهرك عامر، صحائفك مسوده، ودنياك التي تحبها عنك راحلة، والقبر والآخرة مقبلان اليك، تنبه لأمرك، وما تصير اليه عن قريب، ربما كان موتك اليوم، أو في هذه الساعة، يحال بينك وبين آمالك، من علم ما يطلب هان عليه ما يبذل. الصادق في المحبة لا يقف مع غير محبوبه. إذا قال الواحد من الخلق قد سمعت بخبر الجنة وما فيها من النعيم بقوله عز وجل:.. وفيها ماتشتهيه الأنفس وتلذ (1/88] الأعين (سورة الزخرف 71/43]) فما ثمنها؟ قلنا له: قال الله عز وجل إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة.) (سورة التوبة 111/9] سلم النفس والمال وقد صارت لك. قال آخر: أريد ان أكون من الذين يريدون وجهه، قد لمح قلبي باب القرب، وأري المحبين الداخلين فيه والخارجين منه عليهم خلع الملك، فما ثمن الدخول إليه؟ قلنا له: أبذل كلك، واترك لذاتك وشهواتك، وافن فيه عنك، ودع الجنة وما فيها واتركها، ودع النفس والهوى والطبع، ودع الشهوات الدنياوية والأخروية، ودع الكل واتركه وراء ظهر قلبك، ثم ادخل؛ فإنك ترى مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر: يا غلام: قل الله ثم ذرهم، قل الذي خلقني فهو يهدين. يا زاهدا في الدنيا (88/ب] إذا خرج قلبك منها طالبأ للآخرة فقل: / الذي حلقني فهو يهدين. وأنت يا مريد الحق عز وجل، الراغب فيه، الزاهد فيما سواه، إذا أخرج قلبك من باب الجنة طالبا لمولاه فقل: الذي خلقني فهو يهدين، استعذ(7) بهدايته من زعار (78) الطريق.
(77) تقص من "ا" أي التجيء.
(78) زعر الرجل: إذا ساء خلقه وقل خيره
Sayfa 102