============================================================
س 4 دعوا كثرة اهذيان والقال والقيل، وإضاعة المال، ولا تكثروا من القعود مع الأقارب والجيران والأصدقاء والمعارف من غير سبب، فإن ذلك هوس أكثر ما يجري الكذب والغيبة بين اثنين، والمعصية إنما تتم بين الاثنين. لا يخرج أحدكم من بيته إلا إلى ما لا بد منه له من مصالحه ومصالح أهله. اجتهد أن لا يكون الابتداء بكل أمر وكلام منك؛ بل يكون كلامك جوابا. إذا سألك سائل عن شيء، فإن كان جوابه مصلحة لك وله [فأجبه] وإلا فلا تجبه. إذا لقيت أخاك المسلم فلا تسأله من اين تمر ومن أين تجيء، فربما لا يحب أن يخبرك بما هو فيه فيكذب لك (78)، فتكون أنت قد حملته على الكذب.
استح من الكرام الكاتبين، لا تمل عليهم مالا يجوز لك إلا ما يسرك يوم (1/42) القيامة، وتفرح به. ( أمل عليهم التسبيح وقراءة القرآن، والكلام في مصالح نفسك ومصالح الخلق. أكثر مدادهم بدموعك، وقو أقلامهم بتوحيدك، ثم أقعدهم على الباب، وادخل أنت إلى ربك عز وجل. قصروا الأمل. اجعلوا الموت نصب أعينكم، إذا رأى أحدكم أخاه فليودعه، ويسلم عليه سلام مودع. وهكذا اذا خرج من بيته فليودع أهله بقلبه؛ فلعل رسول الموت يدعوه ولا يمكنه من العود إليهم، لعل الأجل يلقاه في الطريق؛ فلهذا قال النبي صلى الله عليه وآله (78) يكذب لك: أي يكذب عليك، وتكون مكان "على" وذلك كقوله تعالى:{. يخرون للأذقان سجدا} [سورة الإسراء 107/17). أنظر الأزهية في علم الحروف للهروي تحقيق عد المعين الملوصي ص 287
Sayfa 56