273

Hikmette Yeni

الجديد في الحكمة

Araştırmacı

حميد مرعيد الكبيسي

Yayıncı

مطبعة جامعة بغداد

Yayın Yılı

1403م-1982م

Yayın Yeri

بغداد

وجاز أن يكون ( لا ) مطلقا شرطا لذلك ، ويمكن أن يكون بعض | هذه ليس هو شرطا بالذات ، بل بالعرض ، وذلك كالقرب المفرط ، | فإنه من المحتمل بأن يكون منعه من الرؤية ، بسبب أن الاستنارة | والنورية شرط للمرئي ، فيفتقر إلى نورين : نور باصر ، ونور مبصر . | والجفن إذا غمض فلا يستنير بالأنوار الخارجية ، وليس لنور البصر | | من القوة النورية ما ينوره ، فلا يرى لعدم الاستنارة ، لا لكونه قريبا ، | وكذا كل مفرط القرب والبعد المفرط في حكم الحجاب ، لقلة المقابلة .

ولعله كلما كان الشيء أقرب كان أولى بالمشاهدة ما بقي نورا | ومستنيرا ، كالشمس ، لو كانت في القرب ، مثل الجفن ، وفي المرئيات | ما هو مرئي بالعرض ، كالوضع والتشكل والتفرق والاتصال والعدد | والبعد ، والملاسة والخشونة ، والحركة والسكون ، والشفيف والظلمة | والكثافة ، والقبح والحسن ، والتشابه والاختلاف ، والضحك والبكاء ، | والطلاقة والعبوس ، وغير ذلك .

فإن كل ذلك إنما يدرك بأن يشارك البصر قوة أخرى ، أو قوى | أخر ، أو لعدم الابصار ، كما في الظلمة ، فيكون مرئيا بالمجاز .

والحواس الباطنة في الانسان على ما وجدناه ، وإن احتمل إمكان | غيرها ، لم نجده من أنفسنا خمسة أيضا ، بعدد الظاهرة :

أولها - الحس المشترك ، وآلتها التجويف الأول من الدماغ ، وهي | تدرك جميع الصور التي تدركها الحواس الظاهرة متأدية إليها ، وإليها | يرجع أثرها ، وفيها يجتمع ، وكأنه رواضع لهذه القوة ، ولولاها ما | أمكن لنا أن نحكم أن هذا المشموم ، هو هذا الأبيض ( الحاضرين ) فإن | الحس الظاهر منفرد بأحدهما ، والحاكم لا بد له من حضور الصورتين ، | حتى يحكم بجمع أو تفريق بينهما .

وثانيهما - المصورة ، وتسمى الخيال أيضا ، ويجتمع فيها مثل جميع | المحسوسات ، بعد غيبتها عن الحواس الظاهرة ، وهي خزانة لتلك | القوة ، وهي في ذلك التجويف أيضا ، وجاز كونها في موضع آخر منه . | ويدل على تغايرهما أن القبول بقوة غير القوة ، التي بها الحفظ ، | واعتبر ذلك من الماء ، فإن له قوة النقش ، وليس له قوة تحفظه . |

Sayfa 432