139

Hikmette Yeni

الجديد في الحكمة

Araştırmacı

حميد مرعيد الكبيسي

Yayıncı

مطبعة جامعة بغداد

Yayın Yılı

1403م-1982م

Yayın Yeri

بغداد

فالظهور محمول عقلي ، فظهور البياض في الخارج هو البياض ، فالأتم | بياضا ينبغي أن يكون أتم ظهورا ، وكذا الأتم سوادا ، وليس كذا ، فانا | | إذا وضعنا العاج في الشعاع ، والثلج في الظل ، ندرك بالمشاهدة أن بياض | الثلج أشد من بياض العاج ، وأن العاج أضوأ وأنور حينئذ من الثلج ، | فالأبيضية غير الأنورية ، واللون غير النور ، وكذا الأتم سوادا إذا | وضعناه في الظل ، والأنقص في الشعاع ، كان الأشد سوادا ، أنقص | نورية ، والأنقص نورا أشد سوادية .

ولو نقلنا ما هو في الشعاع إلى الظل ، وما هو في الظل إلى الشعاع ، | لصار الأتم أنور ، مع بقاء أشديته .

فالظهور للبصر غير اللون ، وإن لم يتحقق اللون دونه . والضوء منه | أول ، ومنه ثان ، فإن الضوء الحاصل من المضيء لذاته يسمى ضوءا | أولا ، والحاصل منه في آخر يسمى ضوءا ثانيا .

وإذا قيل أن الضوء نفذ في كذا ، وسرى في كذا ، وانتقل من كذا إلى | كذا ، فذلك كله مجاز . وحقيقته حصول الضوء من المضيء إلى المستضيء | دفعة ، من غير حركة ، لاستحالة استقلال العرض بالانتقال ، لما مر ، | ولا انعدام من المضيء ، وهو هو ، بل على وجه أن حصوله في المضيء | علة لحصوله فيما استضاء به ، والظلمة المقابلة للضوء ليست عبارة إلا | عن عدم الضوء فحسب .

فإن كل ما لم يكن له نور فهو مظلم ، سواء كان من شأنه أن يكون | مستنيرا ، أو لم يكن ، فلا يحتاج ما انتفى عنه النور ، في كونه | مظلما ، إلى شيء آخر . فالتقابل بين النور والظلمة على اصطلاح هذا | الكتاب ، تقابل الايجاب والسلب . وفي أكثر الكتب غيره اصطلح على | أن تقابلهما تقابل الملكة والعدم . بمعنى أن الظلمة عدم الضوء عما من | شأنه أن يكون مضيئا . والضوء ، وإن كنا لا نشاهده عارضا ، إلا للسطح

Sayfa 293