وانقطع الحوار. فصبيحة إن تكن تستطيع أن تنسرب إلى عميق بخله لتشتري فستانا أو اثنين، فهيهات لها وألف هيهات أن تجعله يشتري أثاثا جديدا. •••
كان لتوفيق بعض الديون عند الناس وكان لديه لكل دين إيصال أمانة. فطاف على المدينين واستخلص منهم أمواله غير عابئ بالدماء التي نزفت من المدينين ليسددوا له ديونهم.
وكان المدينون جميعا يعلمون أن لا شيء في العالم يستطيع أن يزحزحه عن هذا الوعيد. فكلهم لم ينس كيف تزوج ابنة الشيخ إسماعيل. •••
وضع توفيق أثاث بيته جميعا في سيارة لوري وترك من الأثاث ما أخبر به صبيحة. وركب هو وصبيحة بجانب السائق بينما سافر الحمالان في ظهر السيارة مع الأثاث.
وحين رأت صبيحة الشقة رضيت عنها، وإن كانت ما تزال غاضبة بعض الشيء أنها لم تستطع أن تقنع زوجها بشراء أثاث جديد. إلا أنها كانت تعرف بخله الشديد، وكانت قد تعودت عليه واحتسبت في شأنه الله فهو نعم الحسب ونعم الوكيل. •••
لم يكونا قد انتهيا من رص الأثاث حين فوجئا بالمعلم متولي وزوجته الأولى تفيدة البرشومي يدخلان من باب الشقة الذي كان مفتوحا، ووراءهما سعيد يحمل صينية كبيرة مغطاة وضعها على المائدة.
وفوجئ بهم توفيق وصاح متولي: أهلا وسهلا. - أهلا بكم في مصر. هذه زوجتي تفيدة، أما سعيد فأنت تعرفه. - أهلا. وهذه زوجتي صبيحة. - صممت أن أتغدى عندك اليوم. - الواضح إنك أنت الذي ستغديني. - لا فرق. - تفضلوا بالجلوس. يا وهيبة أعدي المائدة.
وقالت تفيدة لصبيحة: مرحبا بك في مصر. واضح أنكم لم تنتهوا بعد من رص الأثاث، دعيني أساعدك. - يا أهلا بك كثر خيرك. الباقي حاجات بسيطة. - وما له؟ فقط نجعل الرجال يقعدون ويدي في رص الأثاث على يدك.
وجلس متولي وتوفيق وسعيد في غرفة كان بها بعض الأثاث. وقال متولي: زوجتك قريبتك؟ - هي ابنة رجل طيب من بلدنا، وهي حامل.
وسمعت تفيدة هذه الكلمة وصاحت صبيحة: أنت حامل؟
Bilinmeyen sayfa