128

Cabir Bin Hayyan

جابر بن حيان

Türler

38

هذه صورة مبسطة غاية التبسيط لطريقة الحساب التي يوزن بها شيء ما، تمهيدا لتحويله إلى شيء آخر، أو لتحويل شيء آخر إليه - لا فرق في هذا بين جماد ونبات وحيوان.

ويلخص هولميارد.

39

نظرية جابر في طبيعة المعادن تلخيصا موجزا ومفيدا، فيقول: إن جابرا قد تقدم تقدما واضحا على النظريات العلمية التي خلفها اليونان، وعلى الصوفية الملغزة التي تركتها مدرسة الإسكندرية؛ فللمعادن - عنده - مقومان: «دخان أرضي» و«بخار مائي»، وتكثيف هذه الأبخرة في جوف الأرض ينتج الكبريت والزيبق، واجتماع هذين يكون المعادن، والفروق بين المعادن الأساسية ترجع إلى فروق في النسب التي يدخل بها الكبريت والزيبق في تكوينها؛ ففي الذهب تكون نسبة الكبريت إلى الزيبق نسبة تعادل بين هذين العنصرين، وفي الفضة يكون العنصران متساويين في الوزن. أما النحاس ففيه من العنصر الأرضي أكثر مما في الفضة، وأما الحديد والرصاص والقصدير ففيها من ذلك العنصر أقل مما في الفضة. ولما كانت المعادن مكونة من مقومات مشتركة، فإن تحويل بعضها إلى بعض يصبح أمرا مستطاعا، وعندما يقوم الكيموي بهذا التحويل فإنه يؤدي في وقت قصير ما تؤديه الطبيعة في وقت طويل؛ ولهذا يقال إن الطبيعة تستغرق ألف عام في صناعة الذهب؛ على أن جابرا - فيما يظهر - لم يأخذ نظرية الكبريت والزيبق هذه مأخذا حرفيا، بل فهمها على أنها صورة تقريبية لما يحدث؛ إذ هو يعلم علما تاما بأن الزيبق والكبريت العاديين إذا خلطا ومزجا لم ينتجا معدنا، بل إنهما عندئذ ينتجان كبريتور الزيبق الأحمر؛ ولهذا فالكبريت والزيبق اللذان يتكون منهما المعادن ليسا هما الكبريت والزيبق المألوفين؛ بل هما عنصران افتراضيان يكون الكبريت والزيبق المألوفان أقرب شيء إليهما.

وأن جابرا ليسوق في هذا الصدد ملاحظات تدل على إلمامه بالنظرية الذرية القديمة التي أخذ بها ديمقريطس وأتباعه؛ ولو نظرنا إلى ملاحظاته تلك على أنها تعبر عن رأيه في طبيعة التفاعل الكيموي لألفيناها جديرة بالذكر، بل لوجدناها على درجة مذهلة من الدقة والوضوح.

يقول جابر ما معناه: إنه حين يتحد الزيبق والكبريت ليكونا عنصرا واحدا، فالظن هو أنهما يتغيران تغيرا جوهريا أثناء تفاعلهما، وأن شيئا جديدا ينشأ عن ذلك التفاعل، لكن الأمر على حقيقته هو غير ذلك؛ ذلك أن الزيبق والكبريت كليهما يحتفظان بطبيعتهما؛ وكل الذي حدث هو أن أجزاء كل منهما قد طرأ عليها من التهذيب ما قربها من أجزاء الآخر تقريبا جعلهما يبدوان للعين كأنما هما متجانسان؛ لكننا لو أوتينا الجهاز العلمي الملائم الذي نفصل به أجزاء أحدهما عن أجزاء الآخر، لتبين أن كلا منهما قد ظل محتفظا بطبيعته الأصلية الثابتة، فلم يطرأ عليه تحول ولا تغير، فمثل هذا التغير والتحول محال عند الفلاسفة الطبيعيين.

وأن علم الكيمياء ليسجل لجابر كشوفا هامة، فهو مكتشف «الماء الملكي»

Aqua Regia ، و«زيت الزاج» - حامض الكبريت -

Sulphuric Acid ، وماء العقد

Bilinmeyen sayfa