في هذه الليلة كل ما يضطرب بين الأرض والسماء ينقاد لمعجزة النشوة. هأنذا أخف إلى بروج الظنون؛ لعلي أعثر في مسابح الأثير على النفس الزاخر، ينتظرني؛ فلطالما لمعت آية مصيري تحت ركام السنين. (صمت)
أصبحت بعيدا عنك، فانقطع الحبل الظاهر ... أنا أبدا معك، وأنت معي ... لا شقاق بيننا: نبض إلى نبض يهتدي عند ميثاق الأنس، تحت جناح الديمومة. نحن كالنقرتين على صدر دف، كلتاهما الآن في سبيلها، سوف تشتبكان يوم يدوي طبل النصر وقد نشز على الأوزان الدارجة. حينئذ يلتصق القلب بالقلب، يقتسمان عبء الغبطة». (ينقطع صوت فدا) . (تعود هنا إلى حديثها)
عند هذا الحد ذاب الصوت في العلا. حدقت فقرأت في وجه الحبيب حظه الأرفع: حروفا وشت الخدين بلهب فطهرت، أما أنا فبقيت حيث كنت، أتأمله عسى أن أحزر ما تكون إتاوة النصر ... عجزت عن الحركة: حجزتني الأرض رهينة لقاء فكره الجسور. فجأة وقف الدهر معي ليحكم قرع الضلوع بمطرقة الوعيد. (مهلة)
خفي عن بصري. عدت إلى نفسي. أخذت أنحدر، وإذا أناملي تسحر ألفافا من الشوك، فتخلص لها براعم أريجها مقنع: نسمة من خفر الحب. سرعان ما افترت الورقات عن مكنونها. جعلت أنثرها في حجر شجرة يبس عودها وقسا، هبطت من مروج السحب. ويلي! هذه الورقات يفتحها البشر، هل تستطيع أن تنضر العود وتمسحه برقتها. (زينة مزعزعة. القيثاري يعلق على حلم هنا بلحن منطلق. هادي والقوال ثم الفلاحون يدخلون من آخرة المسرح في أثناء ذلك، على وجوههم جميعا لوائح ألم بليغ. ينقضي اللحن فتنهض زينة مقلقة وتسرع إلى هادي والقوال. هنا لا تفطن لما يجري حولها وتأخذ في الإنشاد فيجمد الجمع.)
هنا (تنشد) :
غمز قيثار مغترب
سلسل الوجد بالطرب
حبس الأمس في وتر
جن من جس مدكر
سلسل الوجد بالطرب
Bilinmeyen sayfa