Asrın Sırlarını Açığa Çıkarma

Burhaneddin Biakayi d. 885 AH
95

Asrın Sırlarını Açığa Çıkarma

Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr

Türler

وفي يوم السبت خامس عشري صفر المذكور، طلب القاضي كاتب السر الشهود ليوصي، فلم يتهيأ إحضارهم إلى بعد العصر، فعاوده الصرع، وجاءت مقدمات الموت العظام الكبار، فشغل.. أهله، أن.. وكان لما به، ثم أفاق، وصرع في ليلة الأحد سادس عشريه مرتين، لم يفق من الثانية، إلا بعد الصبح، فطلب الوضوء، فقيل له: صليت. فقال: لم أصل ، ولم يزل بهم حتى أحضروا له الماء، فعجز عن التوضي فوضأته ابنته أم القاضي نجم الدين يحيى بن القاضي بهاء الدين محمد ابن قاضي القضاة نجم الدين عمر بن حجي الحسباني، وكأنها لم تسبغ، فقال: أهكذا وضوئي؟! ثم تجشم المشقة، وتوضأ كما يجب، ثم أراد الصلاة فلم يتهيأ له بعض أطرافه، فأمرهم أن يثنوا رجليه فإذا هما قد ماتتا، فلم يقدر على ثنيهما، فأحضرت له مدورة، فصلى، وهو يسجد عليها، فلما فرغ [من] الصلاة، أخذ في الذكر المشروع بعدها: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إلى آخرها، وكان شديد المواظبة على ذلك، بعد الصبح والمغرب، ثم أخذه أمر الله، وهو على ذلك، إلى أن مات في ضحى ذلك اليوم، ثم شرع في تجهيزه، وجاء الناس باكين من كل صوب، إلى أن اجتمع له ما قل أن اجتمع لغيره، وعظم التأسف عليه، وكثر العويل، وزاد الثناء، وأجمعوا على أن الأرض لم تشتمل على من يحب موته، بل على من لم يتأسف عليه، ومشى الناس قاطبة؛ من القضاة، والأمراء، والمباشرين، والطلبة، وغيرهم، قدام جنازته، من بيته، من خط الخراطين، إلى سبيل المؤمني بالرميلة، ولاقاهم السلطان هناك، فصلى عليه أمير المؤمنين، القائم بأمر الله، أبو البقاء حمزة، ثم مشى أكثرهم أيضا، وركب أكثر الأكابر إلى تربته، وهي تحت شباك قبة الشافعي، فدفن هناك، على والده، وبعض أقاربه رحمهم الله، فلقد كان فرد زمانه، وعين أعيانه، كان فاضلا في الفقه، والنحو، والمعاني، والبيان، مشاركا في المنطق، والأصول، شاعرا مفلقا، لكن شعره قليل، راوية للأشعار، لاسيما أشعار المتأخرين، حافظا لكثير من التاريخ، ومن شعره ما كتبه على كتاب شخص يقال لهك ابن ناهض، وكان قليل العلم، فجاء كتابه على مقدار علمهن ودار به على الأكابر؛ ليقرضوه له، فكتبوا له عليه كتابات موجهه، وممن كتب عليه القاضي ناصر الدين البارزي، فكتب للقاضي كمال الدين تحت خط والده رحمهما الله. مرت على سمعي وحلو لفظها

مكرر فما عسى أن أصنعا ووالدي دام علا سؤدده

لم يبق فيها للكمال موضعا واما الوظائف الكبار، فكان يباشر منها ما يتعب غيره، وهو مستريح فيه، غير مكترث، وكان كبير الهمة، شريف النفس عل الخلائق، ليس عنده عظم إلا ما كان لله، لقد كان يأتي إليه بعض الأمراء الأكابر، من نواب البلاد، فلا يتحرك له، ويأتي إليه من ليس له وظيفة من أهل العلم، فيقوم له، وكان أمر الدنيا عنده صغيرا على شدة مخالطتها، أتى إليه بعض أجراء، صاحب من أصحابه التجار، فشكى إليه حاجة، فأعطاه ثلاثين دينارا، وكان ذلك التاجر بمكة، فلما ذهب إليه أجيره، أرسل الثلاثين دينارا، فوصلت إليه في مرضه، فقال للسفير بها: إني لم أعطها لآخذ لها بدلا، فانتفع بها أنت، ولم يلتفت إليها. وكانت له صدقات، لم تكن لأحد في عصره، الشهرية منها أي المرتبة لأناس بأعيانهم في كل شهر في مصر خاصة - على ما قيل لي - يزيد على مائة ألف بمعاملة مصر، يكون قريبا من ثلاثمائة دينار، هذا سوى ما كان للطارئين، وللسنويين، ومن في بلاد الشام وغيرها. وكان من الحلم، وسعة الصدر، والعفو عند القدرة، وكثرة المحبة لأهل العلم، وتعظيم أصحابه، وعدم الملل لهم، والصبر على جفواتهم، وغلطاتهم، وعدم السماع فيهم، على جانب لم يبلغه أحد من أهل الزمان، سجية تلك منه غير محدثة (إن الخلائق فاعلم شرها البدع) وكان قد تشبه به ناس من أهل الزمان في تعظيم الفقهاء، وتزيين مجالسهم بهم، فلم يبلغوا المعشار من عشيره، لم يسابقه أحد منهم في مكرمة إلا حاز قصب السبق، وغيره يجهد نفسه سعيا، وهو يمشي الهوينا، أرسلت إليه، وإلى بعض من يتشبه به في المكارم، وقد حدثت بي نازلة في عمارة مسجدي، احتجت فيها حاجة شديدة ورقة نصها: «العبد إبراهيم، ينهي إلى واحد العصر، الذي خضعت له رقاب الورى إذ أثقلتها فواضله، أنه كان في يوم كذا جالسا في مسجده، فلم يرعبه إلا جسران من جسوره قد صاحا، وزالا عن مكانهما وزاحا، وتكسرت من جانب آخر منه أعواد ذوات أعداد، فشمر في رم ذلك عن ساق، وسهرت منه الأحداق، فهو في ذلك اليوم في إرخاء وشد ونقب وسد، ووضع روفع، وتحصيل ودفع، وبناء ونجر، ولف ونشر، إلى أن صار المسجد ما بين تراب وخشب، وحديد وحطب، واتسع الخرق، وزاد في الكبد الحرق، حتى جل الفتق عن الرتق، وقد عجزت من العبد الفقير القوى، وعز عليه الدواء لهذه البلية السماوية، وعيل صبره، ووهن ظهره، وضاق صدره، وأنت لهذا الأمر كفوء وغيره وإن عظمت أعضاده وكواهله». فأما هو فأرسل عشرة دنانير على أنه والله كان محتاجا إلى [كل] دينار منها، بل إلى [كل] درهم، فقد تقدمت أشياء من أحواله مع هذا السلطان الذي تحامل عليه، حتى أنهك دنياه، واما ذلك المتشبه فإنه لم يعد جوابا ، ثم قال لي عند اجتماعي به، بعد أيام، لم أدر مرادكم بالورقة، التي أرسلتموها إلي، ثم خاف، أن أستخبره، فقال: شغلت عنها، فما فتحتها، إلا ليلا، فلم أتمكن من إمعان التأمل فيها، فقلت له المراد، فكان ذلكآخر العهد به مع أنه كان تحت يده في ذلك الوقت صدقات لبعض الرؤساء، ليفرقها في وجوه البر، وما أحسن ما قال بعض أهل الزمان، وقد أرسل رسالة إلى بعض أحبابه، يعرض فيها ببعض من كان يتشبه به، من القبط، فقال فيهاك ما كان بعد الكمال رئيس، ولا من تشد إليه العيس، وينثر في مجلسه جواهر كل علم نفيس، وتتأنق جلساؤه منه بأفخر الملابيس، ولا ينسب إلى راهب، ولا قسيس.

Sayfa 189