136

Asrın Sırlarını Açığa Çıkarma

Izhar al-ʿAsr li-Asrar Ahl al-ʿAsr

Türler

وفعل به ما ذكر، وسر به الناس؛ لأنه شديد الفجور، والانهماك في الشرور، والاقتحام في العظائم، وحضر معه إلى السجن ناس كثير جدا يصيحون عليه، ويظهرون له الشماتة، ويشتمونه، وإنما خص من بين رفقته بهذا؛ لأنه كان قد أفحش في أمر الشمس التريكي، وأكثر من شتمه، واستمر معه إلى بولاق، وكان المذكور صديق تمربغا مملوك السلطان، ودويداره الثاني، وكان كل ما فعله معه بالرغم منه، ولكنه لم يجد للكلام مجالا، فسكت على أسف، وكان الوالي يعلم منه ذلك، وهو صديق ناظر الخاص، وكان ناظر الخاص، أكبر القائمين على التريكي، فكان الوالي يراعيه في أمره على خوف من تمربغا، ولكن لا يسعه إلا ذلك؛ لأن السلطان رسم به، فلما وقعت هذه القصة لهذا الرجل، الذي أظهر الشماتة للتريكي، وأكثر من سبه، أراد التقرب به إلى خاطر تمربغا، مع ما يعلم من استحقاقه لذلك، وسرور الناس به، والله أعلم، ثم لم يلبث إلا نحو يومين، وأطلق بعد أن غرم للوالي ملة مال.

قصة رأس الفرس:

وفي أوائل هذا الشهر أرسل سيدي عثمان بن السلطان إلى قانباي الشركسي أمير آخور، رأس فرس، وذلك أنه طلب منه فرسا من علية خيل أبيه وجيادها، فقال له: لا أقدر أدفعه إليك إلا بإذن من السلطان، فكره ذلك، وشق عليه، وراجعه في أمره، وأراد أن يعطيه إياه بغير إذن، فلم يجب إلى ذلك، فغضب منه سيدي عثمان؛ فاستأذن السلطان في أمر الفرس، فأذن له في دفعه إليه، فأرسله إليه، فأمر من نظر هل كان إرساله له من غير إذن أبيه، أم بعد إذنه، فعلم أنه عن إذنه، فذبحه في الحال، وفرق لحمه، وأرسل الرأس تشخب دما إلى قانباي، وكان خفيفا أهوج، فلما كشف عنه راعه مكانه واضطرب أمره، ثم ذكر ذلك للسلطان، وقال: ما فهمت المراد من إرساله إلي!. فتبسم السلطان، وقال: ليس له مراد، إلا أنك رئيس لا يصلح لك إلا الرأس، فسكت قانباي على ما بقلبه، وزاد تمرد سيدي عثمان، وظهور جبروته، وشفع عند المباشرين، وأغلظ لمن توقف في قوله، واشتد شكمته، وعلت همته، فخيف، وحسب حسابه.

شوال سنة 856ه

استعفاء الوزير:

Sayfa 246