وأقام عبيد الله المهدي بسجلماسة أربعين يوما، ثم سار إلى إفريقية، وأحضر الأموال من إيكجان فجعلها أحالا، وصار بها إلى رقادة في العشر الأخير من ربيع الآخر سنة سبع وتسعين ومائتين.
وزال مالك بني الأغلب من إفريقية، وملك بني مدرار من سجلماسة، وملك بني رستم من تاهرت.
وملك المهدي جميع ذلك، فلما قرب من رقادة تلقاه أهلها وأهل القيروان وأبو عبد الله ورؤساء كتامة مشاة بين يديه، وابنه خلفه، فسلموا عليه، فرد عليهم ردًا جميلا، وأمرهم بالانصراف، ونزل بقصر من قصور رقادة.
وأمر يوم الجمعة أن يذكر اسمه في الخطبة، ويلقب بالمهدي أمير المؤمنين في جميع البلاد، فما كان بعد صلاة الجمعة جلس رجل يعرف بالشريف ومعه الدعاة، وأحضروا الناس، ودعوهم إلى مذهبهم، وقتل من لم يوافق.
وعرض المهدي جواري زيادة الله فاختار منهن لنفسه ولولده، وفرق ما بقي على وجوه كتامة، وقسم عليهم أعمال إفريقية، ودون الدواوين، وجبا الأموال، واستقرت قدمه، ودانت له أهل البلاد، واستعمل العمال عليها:
1 / 66