فمات إبراهيم بن الأغلب، وقتل ابنه أبو العباس، وولى زيادة الله بن الأغلب، واشتغل باللهو واللعب، فاشتد سرور أبي عبد الله.
ثم إن أبا مضر زيادة الله قتل الأحول، فانتشرت حينئذ جنود أبي عبد الله في البلاد، وصار يقول: المهدي يخرج في هذه الأيام، ويملك الأرض، فيا طوبى لمن هاجر إلي، وأطاعني.
وأخذ يغري الناس بزيادة الله ويعيبه، وكان أكثر من عند زيادة الله من الوزراء شيعة، فلم يكن يسوءهم ظفر أبي عبد الله، خصوصا وقد كان يذكر لهم من كرامات المهدي، وأنه يحيي الموتى، ويرد الشمس من مغربها، ويملك الأرض بأسرها، وهو مع ذلك يبعث إلى الوزراء، ويعدهم، وبعث أبو عبد الله برجال.
1 / 59