إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
Yayıncı
دار الإيمان
Baskı Numarası
-
Yayın Yeri
القاهرة
Türler
العباد وأعمالهم» «١»، وعنه قال: نزل القران جملة واحدة في ليلة القدر إلى السماء الدنيا، وكان بموقع النجوم، وكان الله ﷿ ينزل على رسول الله ﷺ بعضه في أثر بعض فقالوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً واحِدَةً (الفرقان: ٣٢) «٢» .
وعلمهم ﷺ كيف علمه الله ﷾ قراءة القران وإقرائه كما في قول الله ﷻ:
وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا (المزمل: ٤)، وقوله لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلى مُكْثٍ (الإسراء: ١٠٦) «٣» .
وكان فقهاء الصحابة ﵃ يجمعون بين الأدلة وفق هذه القاعدة: فقد قال ابن عباس ﵁ وسئل عن قوله إِنَّا أَنْزَلْناهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (القدر: ١) وقوله شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ (البقرة: ١٨٥) وهو ينزل في غيره- فقال:
«نزل به جبريل ﵇ جملة واحدة ثم كان ينزل منه في الشهور» «٤» .
وذكر الله ﷿ ذلك التنجيم في كتابه تعليما للصحابة ﵃ ثم لمن بعدهم في الإسراء والفرقان والواقعة، وقد صرح بذلك في الواقعة عدد من المفسرين «٥»، ويرجحه ذكر القران بعده وحفظه جملة في السماء «٦»، فقد جاء «عن عكرمة في قول الله ﷿ فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ (الواقعة: ٧٥) قال: القران نزل جملة واحدة فوضع في مواقع النجوم فجعل جبريل ﵇ ينزل بالاية والايتين وقال غيره: بمواقع النجوم بمساقط نجوم القران كلها أوله واخره»، ومن الحجة لهذا
(١) الطبراني في الكبير (١٢/ ٣٢)، مرجع سابق. (٢) النسائي في الكبرى (٦/ ٥١٩)، مرجع سابق. (٣) وانظر تفصيل ذلك في كتاب التلقي كاملا، مرجع سابق. (٤) التمهيد (١٧/ ٥٠)، مرجع سابق. (٥) أكد على ذكرها للخلاف الوارد في تفسير معنى المواقع، والظاهر ألا مانع من إرادة المعنيين. (٦) ولا ينفي هذا المعنى الثاني.
1 / 85