Peygamberin Nebiliğinin İspatı
إثبات نبوة النبي
Türler
فتأمل - رحمك الله - عجيب صنع الله في هذا الباب ، وتنبيهه على عظيم محل رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ، فإنك إن قسمت بني هاشم أجمع - وأولاد الحسن والحسين بطن منهم ، وهم آل عباس ، وآل أبي طالب ، من ولد عقيل وجعفر - وضممت إليهم أولاد علي عليه السلام ، من غير الحسن والحسين ، وهم أولاد محمد - يعني ابن الحنفية - وعمر والعباس . فهذه العترة الذين هم ذرية النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، لم تجد في الجميع من الفضلاء والنجباء ، ما تجد في هؤلاء عليهم السلام ، وإذا قارنتهم ببني أمية بأسرها ، بل جميع آل عبد مناف ، وهم قبيلة مثل بني هاشم في الكثرة ، أو يكونون أكثر منهم ، ثم قايست بين جميعهم وبين ذرية الرسول صلى الله عليه وعلى آله ، فإنك لا تجد في جميعهم من الفضل ما تجد في هؤلاء .
ثم أزيدك بيانا ، قس جميع قريش - وهم قبائل عدة ، وبنو هاشم قبيلة من تلك القبائل ، وأولاد الحسن والحسين بطن من بني هاشم - بهم ، فإنك لا تجد في جميع قريش ما تجد في هؤلاء صلوات الله عليهم ، فليشرح صدرك أن الله جل وعز أكرم نبيه صلى الله عليه [وآله وسلم] بأن جعل في ذريته من الفضل ما لم يجعله في سائر القبائل ، مع كثرة عددها ، وقلة عدد هؤلاء ، ثم مع ذلك قد خصوا بحشمة في النفوس واثقة (¬1) ، وهيبة في الصدور راسخة ، يشترك فيها أعداؤهم وأولياؤهم ، لا يمكن لهم دفعها عن أنفسهم ، وذلك مما لا يجوز أن يكون اتفق إلا بلطف من الله ، يلطفه لهم ، تعظيما لأمر نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ، وتنبيها على عظيم محله صلى الله عليه وآله وسلم .
Sayfa 314