163

وهذه الفواصل تكون بحروف متفقة تسمى: أسجاعا ، وتكون بحروف مختلفة وتسمى: موازنة ، فما يسمى من ذلك موازنة ، نحو قوله: { الحمد لله رب العالمين (2) الرحمن الرحيم (3) } [الفاتحة] ، لأن آخر الآية الأولى هو النون ، وآخر الآية الثانية هو الميم .

ومثل قوله: { إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوهم أيهم أحسن عملا (7) وإنا لجاعلون ما عليها صعيدا جرزا (8) أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم كانوا من آياتنا عجبا (9) إذ أوى الفتية إلى الكهف فقالوا ربنا آتنا من لدنك رحمة وهيئ لنا من أمرنا رشدا (10) } [الكهف] ، ألا ترى أن آخر الآية الأولى هو اللام ، وآخر الثانية هي الزاي ، وآخر الثالثة هو الباء ، وآخر الرابعة هو الدال ، ومثله: { حمالة الحطب (4) في جيدها حبل من مسد (5) } [المسد] ، ونظائرها كثيرة .

وما يسمى من هذه الفواصل: أسجاعا (¬1) . فمثل قوله عز وجل: { ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين (2) } [البقرة] ، إلى تمام أربع آيات وآخرها كلها نون .

ومثله: { قل هو الله أحد (1) الله الصمد (2) } [الإخلاص] ، وقوله: { قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ما خلق (2) } [الفلق] ، ولا وجه لتعداد أمثاله في القرءان لكثرته ، وتجاوز حد الاحصاء ، ولأن شيئا من السور لا يخلو من ذلك .

Sayfa 217