278

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة

إتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة

Yayıncı

دار الصميعي للنشر والتوزيع

Baskı

الثانية

Yayın Yılı

١٤١٤ هـ

Yayın Yeri

الرياض - المملكة العربية السعودية

Türler

النووي، وحكاه الإسماعيلي عن رواية شيخه المنيعي من طريق عثمان بن عمر عن قرة، والمعنى: لقد شقيت؛ أي: ضللت أنت أيها التابع حيث تقتدي بمن لا يعدل أو حيث تعتقد في نبيك هذا القول الذي لا يصدر عن مؤمن". انتهى.
واختار هذا القول الأخير أبو العباس ابن تيمية وابن القيم رحمة الله عليهما:
قال شيخ الإسلام أبو العباس رحمه الله تعالى: " إذا جوز أن الرسول يجوز أن يخون ويظلم فيما ائتمنه الله عليه من الأموال وهو معتقد أنه أمين الله على وحيه؛ فقد اتبع ظالما كاذبا، وجوز أن يخون ويظلم فيما ائتمنه من المال من هو صادق أمين فيما ائتمنه الله عليه من خبر السماء، ولهذا قال النبي ﷺ: «أيأمنني من في السماء ولا تأمنوني؟ !»، أو كما قال؛ يقول ﷺ: إن أداء الأمانة في الوحي أعظم، والوحي الذي أوجب الله طاعته هو الوحي بحكمه وقسمته". انتهى.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى في "تهذيب السنن": "الصواب فتح التاء من "خبت وخسرت"، والمعنى: إنك إذا خائب خاسر إن كنت تقتدي في دينك بمن لا يعدل، وتجعله بينك وبين الله، ثم تزعم أنه ظالم غير عادل، ومن رواه بضم التاء لم يفهم معناه هذا". انتهى.
قلت: وضم التاء أرجح من نصبها لوجوه:
أحدها: أنه رواية الأكثر.
الثاني: ما جاء في "صحيح ابن حبان " في هذا الحديث: أن «الرجل لما قال للنبي ﷺ: اعدل؛ فإنك لم تعدل. قال النبي ﷺ: يا ويلي! لقد شقيت إن لم أعدل» . فظاهر هذا السياق يدل على أن النبي ﷺ عنى بذلك نفسه.

1 / 281