İstikamet
الاستقامة
Soruşturmacı
د. محمد رشاد سالم
Yayıncı
جامعة الإمام محمد بن سعود
Baskı
الأولى
Yayın Yılı
١٤٠٣
Yayın Yeri
المدينة المنورة
Türler
Tasavvuf
وَقد قَالَ تَعَالَى ﴿وَمن يَعش عَن ذكر الرَّحْمَن نقيض لَهُ شَيْطَانا فَهُوَ لَهُ قرين وَإِنَّهُم ليصدونهم عَن السَّبِيل وَيَحْسبُونَ أَنهم مهتدون حَتَّى إِذا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْت بيني وَبَيْنك بعد المشرقين فبئس القرين وَلنْ ينفعكم الْيَوْم إِذْ ظلمتم أَنكُمْ فِي الْعَذَاب مشتركون﴾ [سُورَة الزخرف ٣٦ ٣٩]
وَقد قَالَ تَعَالَى ﴿ثمَّ جعلناك على شَرِيعَة من الْأَمر فاتبعها وَلَا تتبع أهواء الَّذين لَا يعلمُونَ إِنَّهُم لن يغنوا عَنْك من الله شَيْئا وَإِن الظَّالِمين بَعضهم أَوْلِيَاء بعض وَالله ولي الْمُتَّقِينَ﴾ [سُورَة الجاثية ١٨ ١٩] فالشريعة الَّتِي جعله عَلَيْهَا تَتَضَمَّن مَا أَمر بِهِ وكل حب وذوق وَوجد لَا تشهد لَهُ هَذِه الشَّرِيعَة فَهُوَ من أهواء الَّذين لَا يعلمُونَ فَإِن الْعلم بِمَا يُحِبهُ الله إِنَّمَا هُوَ مَا أنزلهُ الله إِلَى عباده من هداه
وَلِهَذَا قَالَ فِي إِحْدَى الْآيَتَيْنِ ﴿وَإِن كثيرا ليضلون بأهوائهم بِغَيْر علم﴾ [سُورَة الْأَنْعَام ١١٩] وَقَالَ فِي الْآيَة الْأُخْرَى ﴿فَإِن لم يَسْتَجِيبُوا لَك فَاعْلَم أَنما يتبعُون أهواءهم وَمن أضلّ مِمَّن اتبع هَوَاهُ بِغَيْر هدى من الله﴾ [سُورَة الْقَصَص ٥٠]
فَكل من اتبع ذوقا أَو وجدا بِغَيْر هدى من الله سَوَاء كَانَ ذَلِك عَن حب أَو بغض فَلَيْسَ لأحد أَن يتبع مَا يُحِبهُ فيأمر بِهِ ويتخذه دينا وَينْهى عَمَّا يبغضه ويذمه ويتخذ ذَلِك دينا إِلَّا بهدى من الله وَهُوَ شَرِيعَة الله الَّتِي جعل عَلَيْهَا رَسُوله وَمن اتبع مَا يهواه حبا وبغضا بِغَيْر الشَّرِيعَة فقد اتبع هَوَاهُ بِغَيْر هدى من الله
1 / 253