إبراهيم لئن لم تنته لأرجُمَنَّكَ واهجُرني مَلِيًّا) . فكان جواب أبيهِ جوابَ جاهلٍ، لانه قابله على نُصحه لهُ بالرجمِ والهجر أشبه جواب قومه، وما كانَ جوابَ قومه إلا أن (قَالُوا حَرِّقُوُه وانصُروا آلهتكم) . " المقام الثالث ": مع النمرودِ وقومه وهوَ قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ إلى الذي حاجَّ إبراهيمَ في رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ الُلهُ الملكَ إذ قَالَ إبراهيمُ رَبِّيَ الذي يُحي ويميتُ قالَ أنا أحيي وأميتُ قالَ إبراهيمُ فإنَّ الله يأتي بالشمسِ مِنَ المشْرِقِ فأتِ بها من المغْربِ فَبُهِتَ الذي كَفَرَ واللهُ لا يهدي القومَ الظالمينَ) . فالصادرُ مْن خَصْمه معارضة إلا أنها فاسدة، لانَّ حقيقةَ الإحياء والإماتة التي فسرها خصمه غير الذي قَصده إبراهيم، فلا يخلو حال نمرود إما أن يكونَ ما فهم حقيقة الإحياء والإماتة، أو فهم إلا أنه قصد المصادمة والمباهتة، وكلاهما يوجب العدولَ إلى
1 / 67