İstigaat Kitabı

İbn Teymiyye d. 728 AH
180

فأما إذا كان معنى الاستغاثة هو الطلب منه فما الدليل على أن الطلب منه ميتا كالطلب منه حيا وعلو درجته بعد الموت لا يقتضي أن يسأل كما لا يقتضي أن يستفتى ولا يمكن أحد أن يذكر دليلا شرعيا على أن سؤال الموتى من الأنبياء والصالحين وغيرهم مشروع بل الأدلة الدالة على تحريم ذلك كثيرة حتى إنه إذا قدر أن الله تعالى يكلفهم بأعمال يعملونها بعد الموت لم يلزم من ذلك جواز دعائهم كما لا يجوز دعاء الملائكة وإن كان الله وكلهم بأعمال يعملونها لما في ذلك من الشرك والذريعة إلى الشرك

وهو قد احتج بحديث الأعمى الذي قال اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيي محمد صلى الله عليه وسلم نبي الرحمة وهذا الحديث لا حجة فيه لوجهين

أحدهما أنه ليس هو استغاثة به بل توجه به

والثاني أنه إنما توجه بدعائه وشفاعته فإنه طلب من النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء وقال في آخره اللهم فشفعه في فعلم أنه يشفع له فتوسل بشفاعته لا بذاته كما كان الصحابة يتوسلون بدعائه في الاستسقاء وكما توسلوا بدعاء العباس بعد مماته صلى الله عليه وسلم

Sayfa 499