( إستفتاءات السيد السيستاني - صفحة 55 )
203 . السؤال :
ما هي حدود الحرية الفكرية التي على الباحث الالتزام بها علما أن التفكير أو الحوار في الذات الإلهية جائز ؟
الجواب :
لا محدودية في التفكير والحوار لأهله ما دام منطقيا وإنما منع من التفكر في ذات الله تعالى لعدم الطريق إلى معرفة ذاته
المقدسة فيبقى الإنسان
متخبطا في ظلمة وربما يلتزم بما يكون كفرا في الواقع من حيث لا يشعر .
204 . السؤال :
هل يرى جميع فقهاء الإمامية عصمة الأنبياء قبل البعثة وبعدها وما هي أدلة العصمة وما تفسير الآية
التالية ( فوكزه موسى فقضى عليه قال هذا من عمل الشيطان إنه عدو مضل مبين * قال رب إني ظلمت نفسي
فأغفر لي فغفر له إنه هو الغفور
الرحيم ) وقول النبي موسى - عليه السلام - ( رب إني ظلمت نفسي فأغفر لي ) نرجو الإسهاب والشرح
المفصل لأهمية الموضوع ودفع الشبهة ؟
الجواب :
هذا هو المعروف من مذهبنا والمروي عن أئمتنا - عليهم السلام - وقد ورد في الأحاديث الشريفة دفاعهم عن
ذلك قبال من ينسب إليهم ما لا يجوز ، وأما قول موسى عليه السلام هذا من عمل الشيطان فالمراد أن الشيطان هو
الذي تسبب في وجود هذا الموقف الذي اضطره شرعا إلى القتل مما يسبب له المشاكل فالشيطان ليس له سلطان على
موسى عليه السلام كيف وهو ليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون فكيف بمن قال فيه تعالى ( واذكر
في الكتاب موسى أنه كان مخلصا ) وقال تعالى عن لسان الشيطان ( . . . . إلا عبادك منهم المخلصين ) . وإنما كان
سلطانه على المتخاصمين حتى أوقعا موسى عليه السلام في هذا الموقف الحرج . وأما هو فكانت وظيفته الشرعية
مساعدة المؤمن على الكافر ودفع شره عنه والظاهر أنه لم يقصد بضربه قتله ولكن حدث ذلك من دون قصد . وقوله
ظلمت نفسي أراد به وقوعه في الحرج من هذا التسرع والضرب القوي ، والغفران ليس هو العفو والسماح بل الستر
فالغفران في الآخرة هو ستر الذنب وعدم العقوبة والستر في الدنيا هو منع ما يترتب على الفعل من مشاكل خارجية
ولعل هذا المعنى هو المراد من قوله تعالى ( ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ) والذنب ليس هو المعصية وأنما
هو تبعة الفعل ، والدليل على أن موسى لم يكن نادما على فعله أنه قال بعد أن
غفر الله له ( رب بما أنعمت علي فلن
أكن ظهيرا للمجرمين ) . والمجرمون هم قوم فرعون فوعد ربه تعالى باستمراره على مكافحة أعداء الله مهما كلفه ذلك ( إستفتاءات السيد السيستاني - صفحة 56 )
Sayfa 55