إن الأمة لم تعرف حق آل البيت"؛ لأنها نظرت إليهم بنظر المادة، ولم تعرف بأن آل البيت فكر رباني قبل أن يكونوا أجسادا، فنحن نحترمهم لا لكونهم آل البيت وإنما بما يحملونه من فكر عظيم، وقد وقع إبليس في هذا الخطأ، واعتقد أن الله فضل آدم لخلقته فقال: {أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين}[الأعراف: 12] ولكن الله بين لملائكته بعد ذلك أن آدم أعلم منهم، فيا عجبا لهذه الأمة التي لا تريد أن تعترف للنور بأنه متمثل في شخص، ولكنها تعترف للظلام بأنه متمثل في إبليس وجنوده، وأنه مستمر إلى يوم القيامة مع أنه مخلوق من مخلوقات الله، فأصبح حالهم كحال أمة موسى إذ أمرهم الله تعالى أن يدخلوا الباب سجدا ويقولوا حطة، فرفضوا وبدلوا فقال الله: {ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون النبيين بغير الحق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون} [البقرة: 60] فقد أمرهم رسول الله بأخذ علمه من باب مدينته الذي تمثل في علي، ومن يقوم مقام علي من ذريته، حيث قال صلى الله عليه وسلم: ((أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب)).
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يعيننا على أنفسنا بما أعان به الصالحين، وأن يرزقنا التواضع ويجعلنا من أتباع محمد وأهل بيته المطهرين.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.
Sayfa 17