من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني
من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني
Türler
جـ - إذا ما فرغت من ترتيب المعاني في نفسك وجدت الألفاظ مرتبة على حذوها في نطقك، ولم تحتج إلى أن تستأنف فكرًا في ترتيبها لأن الألفاظ خدم للمعاني وتابعة لها، ولاحقة بها.
د - العلم بمواقع المعاني في النفس علم بمواقع الألفاظ الدالة عليها في النطق.+
ثالثًا: لا نظم في الكلم حتى يعلق بعضها ببعض وبيني بعضها على بعض:
وهذه هي المرحلة الثالثة من مراحل بناء النظم في فكر المتكلم، وهي مرحلة وضع اللينات الأساسية لعملية النظم، وبها يبدأ الإمام عبد القاهر في بيان كيفية بناء النظم على أساس من قواعد النحو المعروفة فإذا كنت قد نظرت في الكلمات، واخترتها اختيارًا موفقًا، بحيث تكون ملائمة لمعانيها التي هي بها أخص، وأعملت فكرك ورويتك في المعاني التي تريدها لنظم كلامك، فرتبتها في نفسك ترتيبًا موفقًا، فترتب لك ألفاظها على حسب ترتيبها في نفسك، فما عليك إلا أن تربط هذه الألفاظ برباط النظم وما هو إلا أن تعلق بعضها ببعض وتبني بعضها على بعض.
ومعنى هذا: أن تعمد إلى اسم، فتجعله فاعلًا لفعل، أو مفعولًا له أو تعمد إلى أسمين فتجعل احدهما خبرًا عن الآخر، أو تتبع الاسم أسمًا، على أن يكون صفة للأول، أو توكيدًا له، أو بدلًا منه، أو تجئ باسم
1 / 53