104

من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني

من قضايا البلاغة والنقد عند عبد القادر الجرجاني

Türler

والذي ينصع شيئًا من الجلد ونحوه على مثال سابق كالمزادة والفعل يقدر ثم يقطع، والمعنى: أنت تنفذ ما عزمت عليه بخلاف غيرك، فإنه يقول ولا يفعل والشاهد في قوله: (ولأنت تفري) حيث قدم المحدث عنه وهو ضمير المخاطب على الخبر الفعلي المثبت لتأكيد مدحه". (ز) في الفخر كما في قول طرفه بن العبد: نحن في المشتاة ندعو الجفلي لا ترى الآدب منا ينتفر والحفلي: الدعوة العامة إلى الطعام والنفري: الدعوة الخاصة والآدب الداعي إلى الطعام من أدب بأدب مأدبة والمشتى والمشتاة: مكان الشتاء وزمانه، أي أن الذين يأدبون المآدب منا لا يثتقرون الضيوف ولا ينتقوقهم كما يشهد لعبد القاهر -أيضًا -: أنه إذا كان الفعل مما لا يشك فيه ولا ينكر بحال فإنه لا يكاد يجيء على هذا الوجه ولكن: يؤتي به غير مبني على اسم: فإذا أخبرت بالخروج - مثلًا - عن رجل من عادته أن يخرج في كل غداة قلت: (قد خرج) ولم تحتج إلى أن تقول: هو قد خرج، وذلك لأنه ليس مما يشك فيه السامع فتحتاج إلى أن تحققه وإلى أن تقدم فيه ذكر المحدث عنه. وكذلك: إذا علم السامع من حال رجل أنه على نية الركوب والمضي إلى موضع، ولم يكن شك وتردد في أنه يركب أولا يركب كان خبرك فيه

1 / 101