331

Israʼiliyat and Fabrications in Books of Tafsir

الإسرائيليات والموضوعات في كتب التفسير

Yayıncı

مكتبة السنة

Baskı Numarası

الرابعة

Türler

كل بدن ما عودته" فقال النصراني: ما ترك كتابكم، ولا نبيكم لجالينوس طبا أقول: ولئن أصاب في الآية، فقد أخطأ في ذكره الحديث؛ فإنه ليس من كلام النبي ﷺ وإنما هو من "كلام الحارث بن كلدة" "طبيب العرب١، فنسبته إلى النبي كذب واختلاق عليه، نعم هناك من قول النبي ﷺ ما أهو أدق وأوفى من هذا، وهو قوله ﷺ: "ما ملأ ابن آدم وعاء شراء من بطنه، بحسب ابن آدم أكلات -أي لقيمات- يقمن صلبه، فإن كان ولا بد، فثلث لطعامه، وثلث لشرابه، وثلث لنفسه"، رواه الترمذي وقال: حديث حسن.
وقد كان الإمام البيضاوي على حق حينما ذكر القصة التي ذكرها الزمخشري، ولكنه اكتفى بالآية، ولم يذكر الحديث، فقد علمت أنه ليس من كلامه ﷺ.

١ كشف الخفاء ومزيل الإلباس ج ٢ ص ٢١٤.
٧- حديث: أنا "ابن الذبيحين":
ومن ذلك: ما ذكره الزمخشري في كشافه، وتبعه النسفي في تفسيره، وغيرهما، عند قوله تعالى: ﴿فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِين﴾ الآيات١ فقد ذكرا في الاستدلال على أن الذبيح: إسماعيل؛ ما روى عن النبي ﷺ أنه قال: "أنا ابن الذبيحين" يعني جده الأعلى: إسماعيل، وأباه: عبد الله بن عبد المطلب.
وهذا الحديث لا يثبت عند المحدثين، قال الإمامان: الزيلعي، وابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف: لم نجده بهذا اللفظ، وقال الحافظ العراقي: إنه لم يقف عليه، ولا يعرف بهذا اللفظ، وأما حديث الأعرابي الذي جاء إلى النبي ﷺ طالبا العطاء: فقال فيما قال: "فعد علي مما أفاء الله عليك يا ابن الذبيحين، فتبسم رسول الله ﷺ ولم ينكر عليه"، فهو حديث حسن، بل صححه الحاكم، وقد ورد من طرق عدة يقوي بعضها بعضا٢.

١ الصافات ١٠١-١٠٧.
٢ كشف الخفاء ومزيل الإلباس ج ١ ص ١٩٩.

1 / 331