Islamic Doctrines by Ibn Badis
العقائد الإسلامية لابن باديس
Baskı Numarası
الثانية
Türler
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ﵌: «يَا عَمِّ، قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، كَلِمَةً أَشْهَدُ لَكَ بِهَا عِنْدَ اللهِ»، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُمَيَّةَ: يَا أَبَا طَالِبٍ، أَتَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ (١)؟! فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللهِ ﵌ يَعْرِضُهَا (٢) عَلَيْهِ، وَيُعِيدَانِ عَلَيْه تِلْكَ الْمَقَالَةَ (٣) حَتَّى قَالَ أَبُو طَالِبٍ آخِرَ مَا كَلَّمَهُمْ: (هُوَ عَلَى مِلَّةِ عَبْدِ المُطَّلِبِ (٤» وَأَبَى
_________
(١) أي أتعرض عنها وتتركها؟! وعبد المطلب هو جد النبي ﷺ وأبو عمه هذا.
(٢) يعرضها (بفتح الياء وكسر الراء) أي كلمة الشهادة.
(٣) يعيدان: بالتثنية، والضمير لأبي جهل وعبد الله بن أبي أمية.
وتلك المقالة هي قولهما (أترغب عن ملة عبد المطلب)؟ وفي رواية مسلم (ويعيد له) بالإفراد وحينئذ فالضمير للنبي ﷺ وتلك المقالة هى قوله ﷺ: (قل لا إله إلا الله كلمة أشهد لك بها عند الله).
والمعنى: أن النبي ﷺ كان يلح على عمه أن ينطق بكلمة الشهادة، ولذلك كان يعرضها عليه ويعيدها له.
والنووي يقول: وقع في جميع الأصول ويعيد له يعني أبا طالب، وكذا نقله القاضي ﵀ عن جميع الأصول والشيوخ، وقال وفي نسخة: ويعيدان على التثنية لأبي جهل وابن أبي أمية قال القاضي: وهذا أشبه.
وما أثبته أستاذنا الإمام ابن باديس- وهو محقق في هذا الباب- إلا لاعتقاده صوابه. والله أعلم.
(٤) من حسن الأدب أن يروي الإنسان كلام غيره إذا كان قبيحا- فضلا عما إذا كان كفرًا- بضمير الغيبة مثل ما ورد هنا.
1 / 31