Islamic Civilization: Its Foundations, Means, Applications by Muslims, and Its Impact on Other Nations

Abdur Rahman Habannakah Al-Maydani d. 1425 AH
30

Islamic Civilization: Its Foundations, Means, Applications by Muslims, and Its Impact on Other Nations

الحضارة الإسلامية أسسها ووسائلها وصور من تطبيقات المسلمين لها ولمحات من تأثيرها في سائر الأمم

Yayıncı

دار القلم

Baskı Numarası

الأولى المستكملة لعناصر خطة الكتاب ١٤١٨هـ

Yayın Yılı

١٩٩٨م

Yayın Yeri

دمشق

Türler

سرعان ما تهاوت حجمها، وتساقطت واهنة ضعيفة أمام براهين الحق الإسلامي الدامغة القاطعة. ثم انتقلت إلى سلاح آخر، إنه سلاح الهزء والسخرية والتعاظم والتكبر وازدراء أنصار الحق واحتقارهم، فما كان من المؤمنين أنصار الحق ودعائه إلا التغاضي والحلم والصبر وكل خلق كريم، وهنا تنتصر الفضائل على الرذائل في ميادين العلاقات الاجتماعية، ويزداد بذلك أنصار الحق. وعند ذلك ضربت الجاهلية في رءوس المبطلين ففزعوا إلى إسكات كلمة الحق بالقوة، والحرب المسلحة، ووجد المؤمنون أنصار الحق أنفسهم أمام أمر لازب، فأخذوا يدفعون بما أوتوا من قوة فيقتلون ويقتلون، حتى إذا أبلوا بلاء حسنًا، وأثبتوا صدقهم وإخلاصهم، ببذل ما عندهم من طاقة تداركهم الله بحكمته ومعونته فوهبهم النصر، ودخلوا فاتحين، وبمجيئهم جاء الحق وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقًا، إنه لما لم يكن للحق أنصار استعلى الباطل واستكبر، فلما صار للحق أنصار عاد الباطل إلى طبيعته زاهقًا. ولقد صور القرآن الصراع بين الحق والباطل أبدع تصوير بقوله تعالى في سورة " الرعد: ١٣ مصحف/ ٩٦ نزول": ﴿أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَابِيًا وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ﴾ . الانحراف عن الحق: ونظرة مستقصية تكشف للباحث أن الانحراف عن الحق يكون بعدة أمور منها الأمور التالية: الانحراف الأول: يكون بجعل الباطل حقًّا والحق باطلًا، ومن أمثلة هذا الانحراف حال الكافرين إذ يؤمنون بالباطل ويكفرون بنعمة الله، ولما أصر الكافرون على انحرافهم هذا بعد بيان الحق لهم على لسان رسول الله

1 / 46