İslam ve İnsan Medeniyeti

Abbas Mahmud El-Akkad d. 1383 AH
94

İslam ve İnsan Medeniyeti

الإسلام والحضارة الإنسانية

Türler

وما وجه الشبه بين الصديق والفاروق، وبين لينين وستالين؟

إن كل شيء في الإسلام والشيوعية يختلف أشد الاختلاف غير اسم الدعوة أو اسم العقيدة، إن صح وصف المؤلف للشيوعية بأنها عقيدة دنيوية.

ولكن الشبه المهم الذي جمعه المؤلف تحت عنوان فصله إنما هو في «النذير» الصريح باسم الدعوتين، وكفى به عنوانا يغني عند قرائه المقصودين، وعندنا نحن، عن صفحات ومجلدات! •••

هذا الكتاب اسمه «الشيوعية من وجهة العلوم الاجتماعية والنفسية» واسم مؤلفه الأمريكي جول مونيروت، ويقول مقرظوه: إنه ناقد ثاقب النظر يرمي بنظره إلى بعيد!

أما الكتاب الآخر فاسمه «العرب» واسم مؤلفه «هاري أليس»، وهو كاتب صحفي قضى في الشرق الأوسط حقبة غير قصيرة مشتغلا بمراقبة الأحوال ومراسلة الصحف العلمية، وكتابه أشبه بكتب الدراسة فيما يعرض له من التاريخ القديم، وأشبه بمقالات السياسة فيما انتهى إليه في ختام فصله الأخير.

يبدأ المؤلف تاريخه الموجز من العصور السابقة للأديان الكتابية، ويعتبر تاريخ العرب أصلا لتواريخ الحضارات التي عمرت طويلا بين النهرين وبين البحرين؛ أي البحر الأحمر وبحر الروم.

ثم يوجز الكلام عن دعوة الإسلام فيقول، بعد خليط من الحقائق والأوهام: إن سنة 732م وافقت ذكرى وفاة النبي

صلى الله عليه وسلم ، فبلغت بدعوته أقصى المغرب وكادت أن تصل إلى أقصى المشرق، ولم يكن السيف وحده قوام الدعوة، بل كان كثير من أبناء البلدان المفتوحة يقبلون على الإسلام لتفضيلهم إياه على عقائدهم، أو لأن الدخول في الإسلام يرفع عنهم الضرائب التي تجبى من غير المسلمين، ولكن لا يفهم من ذلك أن المسلمين الذين دخل آباؤهم في الإسلام فرارا من الضريبة كانت عقيدتهم الإسلامية هينة عليهم، بل كان هؤلاء المسلمون يذودون عن دينهم مستميتين مستشهدين كلما هوجمت ديارهم بعد سقوط «الإمبراطورية» حوالي القرن الثالث عشر للميلاد.

قال: «وإن العرب الذين كانوا قبل الإسلام بدوا جفاة جلبوا إلى دولتهم الواسعة هديتين جليلتين : إحداهما الديانة التي بشر بها محمد

صلى الله عليه وسلم ، والأخرى اللغة العربية، فأصبح اللسان العربي واسطة المعاملة كما أصبح واسطة التعليم والتثقيف، فزاد عدد الكتب التي كانت تظهر باللغة العربية بين القرن التاسع والقرن الثاني عشر للميلاد على جملة الكتب التي ظهرت يومئذ بجميع اللغات الأخرى ...»

Bilinmeyen sayfa