İslam ve İnsan Medeniyeti
الإسلام والحضارة الإنسانية
Türler
هذه المستحدثات لا اعتراض عليها من جانب الإيمان، وإنما يأتي الاعتراض عليها وعلى التوسع فيها من جانب المفكرين في الحرب والسلام، وكل من أصحاب الآراء يبيحها ويرحب بها، أو يخشاها ويتشاءم منها على حسب ما يراه، فمنهم من يرحب بها لأنها معرفة جديدة، ولا يجوز للإنسان أن يغلق أبواب المعرفة بها. ومنهم من يخشى أن يستخدمها المحاربون في القتال فلا تبقي ولا تذر، ولا ينتهي القتال بها إلا بنهاية الحضارة الإنسانية وانتكاس بني آدم إلى عهود الهمجية والجهالة العمياء.
والذين يتفاءلون ويتشاءمون يعتقدون بحق أن خطر الأسلحة الميكروبية أعظم جدا من أخطار الصواريخ والأقمار الصناعية؛ لأن سلاح الميكروبات مستطاع لأكثر دول الأرض، لا يتوقف على ضخامة المعامل ولا على وفرة الأموال، فإذا انطلقت القذائف الميكروبية بجراثيم الطواعين والأوبئة فشت في الأرض وفتكت بالمحاربين والمسالمين ولم تمنعها الحواجز والحدود، فهي موفورة لكل أمة ذات صناعة أو غير ذات صناعة، وهي خطر أعظم من خطر القذائف الذرية. فمن دواعي التفاؤل، بل من دواعي الأمل، أن يكون الإنسان قادرا على تقييدها واتقاء دورها في الحرب الماضية، فهو في المستقبل أحرى أن يقيد الأسلحة الذرية، وأن يستخدم الطاقة الذرية سلاحا لمكافحة الفقر والقحط ونقص المواد الغذائية، وربما كانت هذه الأقمار مفيدة في يوم قريب في تنظيم المد والجزر أو تنظيم ذوبان الجليد في المناطق القطبية أو تنظيم السحب والأمطار ووسائل الري في الصحاري المهجورة والسهول القاحلة.
الفصل السابع
الموفق الموفق1
الإمام المصلح الشيخ محمود شلتوت
في كتابات الإمام الفقيد - الشيخ محمود شلتوت - كلمات لها طابعها الذي تتميز به بين أمثالها من الكلمات في كتابات غيره، ممن ينهضون بأمانة الدراسة الدينية.
ولعل أبرز هذه الكلمات في كتاباته وفي أحاديثه «كلمة الشخصية».
يلحقها بوصف العقيدة، ووصف الفرائض المقدسة، بل يجعل العقيدة - كما يجعل الفريضة - معلما من معالم شخصية الأمة، وشخصية الإنسان في حياته الباطنة وحياته الظاهرة.
قال رحمه الله في مفتتح مقاله عن رسالة الأزهر: «إن للإنسان في هذه الحياة - فردا كان أم جماعة - شخصيتين، حسية ومعنوية، ولا يحظى بالوجود الكامل إلا إذا نال حظه من الشخصيتين. وشخصية الفرد الحسية يكونها اللون والطول والعرض، وشخصيته المعنوية يكونها إيمانه ومبدؤه وهدفه في الحياة، وما له من عقل وتدبير وثبات ومثابرة في سبيل مبدئه وهدفه.»
ثم قال عن شخصية الأمة الحسية: «إنها ترجع إلى إقامتها في الإقليم الذي نشأت فيه وإلى الأصل الذي تنتسب إليه» ... «أما شخصيتها المعنوية فهي ترجع إلى روابطها القلبية والعقلية والشعورية، وعلى قدر ما يكون لها من التأثر بتلك الروابط المتفاعلة والحرص عليها وعلى معارفها التي تكونها، وعلى الإيمان بمصدر تلك المعارف، يكون لها بين الأمم من آثار الوجود المعنوي.»
Bilinmeyen sayfa