İslam ve Arap Medeniyeti
الإسلام والحضارة العربية
Türler
الخنافس والجعلان والعقارب والحيات، ويلبسون ما غزلوا من أوبار الإبل وأشعار الغنم»، «وكان الناس طعامهم بالمدينة التمر والشعير، وكان الرجل إذا كان له يسار فقدمت ضافطة
45
من الشام من الدرمك ابتاع منها فخص بها نفسه، فأما العيال فإنما طعامهم التمر والشعير.» بل كانوا قبل الإسلام يأكلون ما دب ودرج
46
إلا أم حبين وهي أشبه بالحرباء، ولم يكن إلا لبعض قبائلهم القريبة من الحيرة والشام «شيء طريف، ولقمة كريمة، ومضغة شهية»، وقلما يعرفون «رفاغة العيش والناعم من الطعام»، والإبل عندهم أفضل الذبائح، ولأهل البدو اللباء والسلاء والجراد والكمأة والخبزة في الرائب والتمر بالزبد والخلاصة والحيس والوطيئة.
47
والفالوزق أو الفالوذج أشرف ما عرفوا من طعام، ولم يطعم الناس أحد منهم ذلك الطعام إلا عبد الله بن جدعان من أجواد قريش، ذهب مرة إلى كسرى فأطعمه إياه فاستطابه، وسأل كيف يصنع فقيل له: إنه لباب البريلبك بالعسل، فابتاع غلاما يصنعه له، ورجع إلى مكة وصنع الفالوذج، ودعا إليه أصحابه، وكان له مناد ينادي «هلم إلى الفالوذ»، وكانت له جفنة يطعم فيها في الجاهلية، ويأكل منها القائم والراكب لعظمها، وربما حضر النبي طعامه قبل النبوة، وكان يسمى بحاسي الذهب؛ لأنه كان يشرب في إناء من ذهب، وقالوا في المثل: «أقرى من حاسى الذهب.» وزعموا أن ابن جدعان هذا كان في بدء أمره فقيرا مملقا وكان شريرا يكثر من الجنايات حتى أبغضه قومه وعشيرته وأهله وقبيلته، فخرج ذات يوم في شعاب مكة حائرا بائرا فرأى في غار قبور الرجال من ملوك جرهم، ووجد عند رءوسهم لوحا من ذهب فيه تاريخ وفاتهم وعدد ولايتهم، وإذا عندهم من الجواهر واللآلئ والذهب والفضة شيء كثير، فأخذ منه حاجته وانصرف إلى قومه فأعطاهم وحباهم وسادهم، وكلما قل ما في يده ذهب إلى ذلك الغار فأخذ حاجته، روى ذلك ابن كثير.
48
وإذا عرفنا أن من شعراء الجاهلية كالنابغة الذبياني وحسان بن ثابت من كانوا مرفهين في معاشهم بل فوق المرفهين، صح لنا أن نستأنس بحسن حالة العرب قبل الإسلام بعض الشيء؛ فقد ذكر صاحب الآغاني أن النابغة كان يأكل ويشرب في آنية الفضة والذهب من عطايا النعمان وأبيه وجده، ولا يستعمل غير ذلك، وعلى الجملة فقد كانت مضر
49
Bilinmeyen sayfa