167

Islam Q&A

موقع الإسلام سؤال وجواب

Türler

حكم الاطلاع على الإنجيل والتوراة [السُّؤَالُ] ـ[هل يجوز لي وأنا مسلم أن أطَّلع على الإنجيل وأقرأ فيه من باب الاطلاع فقط، وليس لأي غرض آخر؟ وهل الإيمان بالكتب السماوية يعني الإيمان بأنها من عند الله أو نؤمن بما جاء فيها؟]ـ [الْجَوَابُ] الحمد لله "على كل مسلم أن يؤمن بها أنها من عند الله؛ التوراة والإنجيل والزبور، فيؤمن أن الله أنزل الكتب على الأنبياء، وأنزل عليهم صحفًا فيها الأمر والنهي، والوعظ والتذكير، والإخبار عن الأمور الماضية، وعن أمور الجنة والنار ونحو ذلك، لكن ليس له أن يستعملها؛ لأنها دخلها التحريف والتبديل والتغيير، فليس له أن يقتني التوراة أو الإنجيل أو الزبور أو يقرأ فيها؛ لأن في هذا خطرًا، لأنه ربما كذَّب بحق، أو صدَّق بباطل؛ لأن هذه الكتب قد حُرِّفت وغُيِّرت، ودخلها من أولئك اليهود والنصارى وغيرهم التبديلُ والتحريفُ والتقديمُ والتأخيرُ، وقد أغنانا الله عنها بكتابنا العظيم القرآن الكريم. وقد رُوي عن الرسول ﷺ أنه رأى في يد عمر شيئًا من التوراة فغضب، وقال: (أفي شك أنت يا ابن الخطاب؟ لقد جئتُكم بها بيضاء نقيةً، لو كان موسى حيًا ما وسعه إلا اتباعي) ﵊. والمقصود: أننا ننصحك وننصح غيرك ألا تأخذوا منها شيئًا، لا من التوراة ولا من الزبور، ولا من الإنجيل، ولا تقتنوا منها شيئًا، ولا تقرأوا فيها شيئًا، بل إذا وُجِد عندكم شيء فادفنوه أو احرقوه، وما دخلها من التغيير والتبديل فهو منكر وباطل، فالواجب على المؤمن أن يتحرز من ذلك، وأن يحذر أن يطلع عليها، فربما صدَّق بباطل، وربما كذَّب حقًّا، فطريق السلامة منها إما بدفنها وإما بحرقها. وقد يجوز للعالم البصير أن ينظر فيها للرد على خصوم الإسلام من اليهود والنصارى، كما دعا النبي ﷺ بالتوراة لما أنكر اليهودُ الرجم حتى اطلع عليها ﵊، واعترفوا بعد ذلك. فالمقصود: أن العلماء العارفين بالشريعة المحمدية قد يحتاجون إلى الاطلاع على التوراة أو الإنجيل أو الزبور لقصد إسلامي، كالرد على أعداء الله، ولبيان فضل القرآن وما فيه من الحق والهدى، أما العامة وأشباه العامة فليس لهم شيء من هذا، بل متى وُجد عندهم شيء من التوراة أو الإنجيل أو الزبور، فالواجب دفنها في محل طيب أو إحراقها حتى لا يضل بها أحد" انتهى. سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ﵀ "فتاوى نور على الدرب" (١/٩، ١٠) . والله أعلم [الْمَصْدَرُ] الإسلام سؤال وجواب

1 / 166