16

الإسلام أصوله ومبادئه

الإسلام أصوله ومبادئه

Yayıncı

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

الذي لا رب سواه ولا إله غيره؟ قال تعالى: ﴿أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ - أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بَل لَا يُوقِنُونَ﴾ [الطور: ٣٥ - ٣٦] (١) فتضمنت هاتان الآيتان ثلاث مقدمات هي: ١ - هل خلقوا من العدم؟ ٢ - هل خلقوا أنفسهم؟ ٣ - هل خلقوا السماوات والأرض؟ فإذا لم يكونوا خلقوا من عدم، ولم يخلقوا أنفسهم، ولم يخلقوا السماوات والأرض، فتعين أنه لا بد من الإقرار بوجود خالق خلقهم وخلق السماوات والأرض، وهو الله الواحد القهار. ٢ - الفطرة: الخلق مفطورون على الإقرار بالخالق، وأنه أجل وأكبر وأعظم وأكمل من كل شيء، وهذا الأمر راسخ في الفطرة أشد رسوخا من مبادئ العلوم الرياضية، ولا يحتاج إلى إقامة الدليل إلا من تغيرت فطرته، وعرض لها من الأحوال ما يصرفها عما تسلم به (٢) قال تعالى: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ [الروم: ٣٠] (٣) وقال ﷺ: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه

(١) سورة الطور، الآيتان: ٣٥، ٣٦. (٢) انظر: مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية، جـ١، ص: ٤٧ - ٤٩، ٧٣. (٣) سورة الروم، الآية: ٣٠.

2 / 17