101

الإسلام أصوله ومبادئه

الإسلام أصوله ومبادئه

Yayıncı

وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد

Baskı Numarası

الأولى

Yayın Yılı

١٤٢١هـ

Yayın Yeri

المملكة العربية السعودية

Türler

وإن مما خص الله به محمدا ﷺ أنه خاتم الأنبياء فلا نبي بعده، لأن الله أكمل به الرسالات، وختم به الشرائع، وأتم به البناء، وتحقق بنبوته بشارة المسيح به حيث قال: " أما قرأتم قط في الكتب: الحجر الذي رفضه البناءون هو قد صار رأسا للزاوية " (١) وقد اعتبر القس إبراهيم خليل - الذي أسلم فيما بعد - هذا النص موافقا لقول محمد ﷺ عن نفسه: «إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتا فأحسنه وأجمله إلا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلا وضعت هذه اللبنة، قال: فأنا اللبنة، وأنا خاتم النبيين» (٢) . ولأجل ذلك جعل سبحانه الكتاب الذي جاء به محمد ﷺ مهيمنا على الكتب السابقة، وناسخا لها، كما جعل شريعته ناسخة لكل الشرائع المتقدمة، وتكفل الله بحفظ رسالته، فنقلت نقلا متواترا، حيث نقل القرآن الكريم نقلا متواترا صوتا ورسما، كما نقلت سنته القولية والفعلية نقلا متواترا، ونقل التطبيق الفعلي لشرائع هذا الدين وعباداته وسننه وأحكامه نقلا متواترا. ومن اطلع على دواوين السيرة والسنة علم أن صحابته رضوان

(١) إنجيل متى ٢١: ٤٢. (٢) انظر محمد ﷺ في التوراة والإنجيل والقرآن تأليف المهتدي إبراهيم خليل أحمد، ص: ٧٣، والحديث أخرجه البخاري في كتاب المناقب، باب ١٨، واللفظ له، ومسلم في كتاب الفضائل حديث ٢٢٨٦ من حديث أبي هريرة مرفوعا، وهو في المسند، جـ ٢، ص: ٢٥٦، ٣١٢.

2 / 103