Yirminci Yüzyılda İslam: Bugünü ve Geleceği
الإسلام في القرن العشرين: حاضره ومستقبله
Türler
وعلى شواطئ البحرين الأبيض والأحمر أمم من هذه القارة تتيقظ وتتحفز، وتوشك أن تبلغ المرحلة التي تعنت فيها الاستعمار كما يعنتها، ومن آمالها: وحدة المغرب ووحدة وادي النيل، وأيا كان مآل هذه الآمال في عالم السياسة فمناط الأمر كله أن يتم لها حظ الأمم المستقلة في المعرفة والكرامة، وكل وضع من أوضاع السياسة بعد ذلك مرضي ومقبول.
الفصل الحادي عشر
في نظر الغرب
منذ القرن الأول للهجرة لم يعرف العالم حقبة من حقب التاريخ خلا فيها الغرب ممن يهتمون بالإسلام على نحو من الأنحاء، ولكن الذي يعنينا في هذه العجالة هو اهتمام الغرب بالإسلام في عصر الاستعمار، وقد كان على الأغلب اهتماما يروده الباحثون من وجهة النظر العسكرية أو السياسية أو الاقتصادية أو الدينية، فلم يهتم الغرب بالإسلام قط من وجهة نظر عامة أو من وجهة نظر علمية في القرن الثامن عشر أو القرن التاسع عشر، وإنما التفت الغربيون إلى دراسة الإسلام من هذه الوجهة - وجهة النظر العلمية - منذ أوائل القرن العشرين، وهي مع هذا لا تخلو من غرض، وإن تخفى الغرض فيها أحيانا وراء نقاب.
فمن أواخر القرن التاسع عشر إلى اليوم تقوم الجامعات والمعاهد في هولندا وفرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة لدراسة أحوال المسلمين، وأسرار العقيدة الإسلامية على أضواء العلم الحديث، وينشئ بعض الجامعات كراسي لهذه الدراسة أو قاعات لإلقاء المحاضرات، وانتداب المختصين لإلقاء سلاسل من هذه المحاضرات سواء كانوا من الأساتذة فيها أو ممن يعلمون في الجامعات الأخرى.
وسنجمل في هذا الفصل أقوالا متفرقة من مباحث المختصين الذين صوروا الإسلام للغرب كما فهموه، فإننا إذا عرفنا كيف يفهموننا عرفنا كيف يكون موقفهم منا، وكيف يكون موقفنا منهم، ولو كانت المحاولة «علمية» تدور عليها دراسات علماء. •••
افتتحت جامعة شيكاغو قاعة محاضراتها الإسلامية منذ نحو خمسين سنة (1906) فحصر المحاضر الأول - دنكان بلاك مكدونالد - أهم الموضوعات التي يمكن أن يدور عليها البحث في ثلاثة، وهي الشخصية المحمدية، ومدارس التصوف، وأطوار الأمم الإسلامية في حركة التجديد.
وصفوة ما انتهى إليه في هذه الموضوعات الثلاثة أن الشخصية المحمدية لا تزال بعد أربعة عشر قرنا مصدر المدد المتصل في تقوية المسلم، وأن الصوفية قد خلقت منفسا للعقيدة الفردية التي يدين بها المسلم المستقل بتفكيره واعتقاده عن سلطان الشيوخ وسلطان الجماهير، وأن أطوار المسلمين تختلف اختلافا لا بد منه بين أناس ينتمون إلى كل جنس وكل أصل من الأصول البشرية، ولكن الإسلام قد أوجد بينهم أخوة عامة قل أن يوجد لها نظير في أتباع الكنيسة الواحدة، وقد طبعت هذه المحاضرات بعنوان «الموقف الديني والحياة الدينية في الإسلام».
1
ومن الدارسين لموقف الإسلام في القرن العشرين المؤرخ الكبير أرنولد توينبي
Bilinmeyen sayfa