Mescitlerin Islahı
إصلاح المساجد
Yayıncı
المكتب الإسلامي
Baskı Numarası
الطبقة الخامسة ١٤٠٣هـ
Yayın Yılı
١٩٨٣م
Türler
١ قلت: والحق أقول: إن ابن عابدين وإن كان من المقلدين، فإنه لم يتعصب في هذه الرسالة، إلا لما أفادته أدلة الكتاب والسنة، ومن وجوب الإخلاص لله تعالى في العبادة، وهو ينافي أخذ الأجرة عليها والتهليل والذكر فيها، فهو حصر الرسالة في بيان حكم أخذ الأجرة عليها، ولم يستدل لذلك بالفرع الفقهي كما قد يشعر بذلك كلام المصنف رحمه الله تعالى. وإنما استدل ببعض الأحاديث الصريحة في تحريم أخذ الأجرة على تعليم القرآن والاكتساب به، وقد خرجت بعضها في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" "٢٥٩، ٢٦٠" وتحريم أخذ الأجرة على تلاوة القرآن والتهاليل ينبغي أن يكون موضع اتفاق بين أهل العلم؛ لأن إباحتها ينافي المقطوع به من وجوب الإخلاص لله فيها؛ إذ لا يعقل أن يجتمع الإخلاص والرغبة في الأجرة في عبادة ما، ولذلك قال تعالى: ﴿فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا﴾ . على أن ابن عادين ﵀ لم يفته التنديد بأولئك المحرفين للذكر والتهليل فقال "ص٢٩": "مع قطع النظر عما يكون كثيرًا في حالة الذكر، المطلوب فيه جمع الفكر، فما يسمونه بالسماع والكوشت والحربية، ونحو ذلك مما يراعون فيه الأعمال الموسيقية، المشتمل على التلحين والتمطيط والرقص والاضطراب والاجتماع بحسان المرد، والغناء المحرم المهيج لشهوات الشباب، فإن ذلك قد نص أئمتنا الثقات على أنه من المحرمات فقد أقاموا الطامة الكبرى على فاعليها وصرحوا بكفر مستلحها". "ناصر الدين".
1 / 255