İştiyak
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
Türler
الأمة : الأمة أصلها الجماعة من الناس والدواب ، وغير ذلك ، إذا كانوا صنفا واحدا يقال : هذه أمة من الناس ، وأمة من الدواب ، وأمة من الطير ، أي أصنافا ، وقيل في تأويل قوله تعالى : [ وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه / إلا أمم أمثالكم ] (¬7) أي أصنافا ، كل صنف من الدواب والطير مثل بني آدم 60أ في طلب الرزق والغذاء ، وتوقي المهالك ، والتماس النسل، وقيل أمم أمثالكم في الدين ، يعبد ويسبح ، وذهبوا إلى قوله : [ وإن من شيء إلا يسبح بحمده ] (¬1) إلى قوله : [ولله يسجد ما في السماوات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون] (¬2) وقال أبو عبيدة (¬3) في قوله : [وادكر بعد أمة] (¬4) أي بعد حين ، وقيل : بعد سبع سنين ، وقرئ [ بعد أمه ] (¬5) أي بعد نسيان ، وقيل الأمة القرن بعد القرن ، وقيل في تفسير قوله : [ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى أمة معدودة] (¬6) يعني لسنين معدودة ، وفي قوله : [كان الناس أمة واحدة] (¬7) قال آدم وحده ، في قولنا : [إنا وجدنا آباءنا على أمة] (¬8) أي على دين ، والأمة تنصرف على معان ، فالأمة الجماعة ، والأمة القدوة ، والإمام والأمة القرن ، والأمة الحين ، والأمة الدين والحال الحسنة ، والأمة الملة ، وكل ذلك قد جاء عن العلماء ، وأصله اجتماع على الشيء على حال واحدة ، وإنما قيل أمة محمد ، وأمة عيسى ، وأمة موسى لأنهم قوم اجتمعوا على ملته ودينه على حال واحدة ، وملة واحدة ، وكان اجتماعهم في قرنه ، وعلى عهده ، وفي دهره ، فقيل للجماعة أمة ، وللحال أمة ، وللملة أمة وللقرن أمة ، وقيل للرجل الواحد أمة / لاجتماع الناس إليه في حال الدين ، 60 ب وسمي بذلك لما يجتمع فيه من الخصال المتفرقة ، في كثير من الناس من العلم والعقل والدين والخوف والشجاعة ، وغير ذلك ، فلما اجتمعت فيه قيل له أمة لأنه قام مقام جماعة من الناس 0 الفطرة : قال الله تعالى : [فطرة الله التي فطر الناس عليها] (¬1) والفطرة في لغة العرب هو الابتداء ، يقال : فطر ناب البعير إذا بدا أو ظهر وانشق عنه اللحم ، وقال ابن عباس : كنت لا أدري ما فاطر السموات حتى اختصم إلي أعرابيان في بئر ، فقال أحدهما : أنا فطرتها (¬2) ، يعني أنا ابتدأتها ، وروي عن النبي عليه السلام أنه قال : ( كل مولود يولد على الفطرة ، فأبوه يهودانه وينصرانه ) (¬3) ، فقيل في تفسير الفطرة هاهنا الإقرار بالله ، وهو الميثاق الذي أخذ عليهم حين أخرجهم من ظهر آدم أمثال الذر ، [ وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ] (¬4) ، فالناس جميعا وإن اختلفوا في أديانهم ونحلهم عالمون بأن الله خلقهم ، والفطرة إبداء الخلق ، ومنه قوله : [الحمد لله فاطر السماوات] (¬5) أي مبتدئها ، وروي عن النبي عليه السلام أنه قال : ( عشر من الفطرة : المضمضة ، والاستنشاق ، والسواك ، وقص الشارب ، وإعفاء اللحية ، ونتف الإبط ، وتقليم الأظافر ، وحلق العانة ، وغسل البراجم ، والختان ) (¬6) وقيل في / خبر آخر: ( فطر عليهن إبراهيم وهو لنا سنة ) وروي61 أعن النبي عليه السلام أنه وقت في هذه الأشياء أربعين يوما في أخذ الشارب ، وتقليم الأظافر ، ونتف الإبط ، وحلق العانة (¬7) ، فهذا الوقت غاية لهذه الأشياء ، لا ينبغي لمسلم أن يجاوزه ، فإن طهرها قبل الأربعين جاز، وقيل لهذه الخصال فطرة ، لأن الإنسان يخرج من بطن أمه طاهرا من هذه الأشياء على الفطرة التي فطر عليها ، وفطوره ظهوره من بطن أمه حين يخرج ، والإنسان مفطور ليس عليه شارب ، ولا لحية ، ولا ظفر ، ولا وسخ في البراجم ، ولا شعر في الإبط والعانة ، ولا أسنان ، فيظهر منه شيء بعد شيء ، حتى يغلظ ويقوى ، فهو يجمع الأوساخ ، والأدناس ، فأمر بالتطهر ؛ ليكون على الفطرة ، أي على الخلقة التي خلق عليها طاهرا من الأدناس 0
الصبغة : قال الله تعالى : [صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة] (¬1) أي دين الله فطرته التي فطر الناس عليها ، ونصبت على الأمر : أي الزموا صبغة الله يعني دينه وسنته ، وقيل : طهرة الله ، وقيل : صبغة الله : الإسلام 0
العزيمة : قال الله تعالى : [فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل] (¬2) وقيل : إنهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى / ومحمد عليهم السلام ، والعزيمة في اللغة 61 ب هي الصريمة ، والقطيعة ، والأمر الواجب ، والعزم الوجوب والحتم ، يقال : عزمت عليك أن تفعل كذا ، أي حتمت وأوجبت ، قال كثير : " من الطويل "
... ... عزمت عليها أمرها فصرمته وخير عزيمات الأمور صريمها (¬3)
قالوا : العزم هم أصحاب العزائم ، الذين أوتوا الشرائع ، فعزموا على الناس الأخذ بها ، والانقطاع من غيرها ، وكل شريعة عزيمة ؛ لأنه الأمر الحتم الواجب على الناس الأخذ به ، والانقطاع عن غيره 0
الكفر : الكفر في اللغة هو الغطاء والستر ، يقال : كفرت الشيء إذا غطيته وسترته ويقال : الليل كافر لأنه يستر كل شيء بظلمته ، وقال الشاعر : " من الكامل "
Sayfa 147