ثم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم نبوته باقية بعد وفاته؛ كبقائها حال حياته إلى أن يرث الله عز وجل الأرض ومن عليها، وأن شريعته ناسخة لجميع الشرائع، وجميع الخلق يخاطبون بها، قال الله عز وجل: وما أرسلناك إلا كافة للناس (سبأ: من الآية 28) ومعجزة باقية، وهو القرآن قال الله عز وجل: فأتوا بعشر سور مثله (هود: من الآية 13) فأتوا بسورة من مثله (البقرة: من الآية 23) قل لئن اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله (الإسراء: من الآية 88) وأن معراجه صحيح، وكان في اليقظة لا في المنام، فأسرى به إلى بيت المقدس، قال الله عز وجل: سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى (الإسراء: من الآية 1) ومحال أن يقول أسرى به ولم يسر به، وعرج به إلى السماوات السبع، وإلى العرش، وعرض عليه جميع المخلوقات، قال الله عز وجل: لقد رأى من آيات ربه الكبرى (النجم: 18) وسمع كلام الله القديم الأزلي بلا واسطة، كما سمع موسى عليه الصلاة والسلام بلا واسطة، قال الله تعالى: فأوحى إلى عبده ما أوحى (النجم: 10) فالفرق بين نبينا وبين موسى عليهما الصلاة والسلام، أن موسى عليه الصلاة والسلام سمع كلام الرب عز وجل وهو على وجه الأرض من وراء حجاب، ونبينا عليه الصلاة والسلام سمع كلام الله عز وجل، وهو بالأفق الأعلى لا من وراء حجاب، بل مع المشاهدة، قال الله عز وجل: ما كذب الفؤاد ما رأى (النجم: 11) أي ما كذب الفؤاد ما رأى بعين رأسه، وأن جميع ما أخبر به صدق، من قوله عليه الصلاة والسلام «أشرفت على الجنة فوجدت أكثرها البله» «1»، «وأشرفت على النار فوجدت أكثرها النساء» «2»، وهذا دليل على أن الجنة والنار مخلوقتان قال الله عز وجل: أعدت للمتقين (آل عمران: من الآية 133)، وأعدت للكافرين (البقرة: من الآية 24) محال أن يقول أعدت فمن أنكر ذلك فقد كذب الله عز وجل، ورسوله صلى الله عليه وسلم فيما أخبرا به، وذلك كفر.
والمعراج والإسراء غير مستحيل في العقل، فالإيمان به واجب والمنكر له مكذب للشفاعة أيضا، والحوض، والصراط، والميزان قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ادخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي» «2».
وروى عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال : «تخرج طائفة من أمتي من النار بشفاعتي وقد صاروا كالحممة» «3». والأخبار الواردة في الحوض «4» والميزان «5» والصراط «6» وعذاب القبر «7» مشهورة معروفة فمن رد خبرا منها كمن رد كلام الله تعالى، قال الله عز وجل: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا (الحشر: من الآية 7).
ترتيب الصحابة في الفضل
Sayfa 394