عثمان ﵁ فوق مسجد رسول الله ﷺ ثلاث ليال، فكان مما قالوا:
لَيلةَ الحصبة إذ ... يَرمُون بالصَّخْر الصِّلاب
ثُمّ جاؤوا بُكرةً ... يَبغُون صقرًا كالشِّهاب
زَينهم في الحيِّ والـ ... مجلس فَكَّاكُ الرِّقاب
وكان علي ﵁ حين قُتل في أرضٍ له، فجاءه الخَبرُ، فَدُهش من شدة ما سمع، فجاء ولطم الحسن، وضرب صدر الحسين ﵄، وسب عبد الله بن جعفر، وابن الزبير، وقال: أيقتل عثمان وأنتم أحياء؟ ! فاعتذروا بأنهم ما عَلِمُوا.
وصَحّ أنه أشرف من كُوَّةٍ فقال لعلي ﵁: يا أبا الحسن؛ ما هذا الذي ركب متني؟ فقال: اصبر يا أبا عبد الله، فوالله ما غِبتُ عن رسول الله ﷺ حين كُنا على أُحُدٍ، فتحرك الجبل ونحن عليه، فقال ﷺ: اثبت أُحُد؛ فإنه ليس عليك إلَّا نبي، أو صِدِّيقٌ، أو شهيد"، وايم الله لتُقتلن، ولأقتلن معك -أي: بعدك-، وليُقتلن طلحة، والزبير.
وصح أنه استشهد جماعة من الصحابة منهم: علي، وطلحة، والزبير ﵃ على أنه اشترى الجنة من النبي ﷺ مرات، فشهدوا له، فقال الخارجون عليه: صدقوا، ولكنك غَيّرتَ. فقال: ويلكُم، كيف يُغير من هذا حَاله؟ !
ثم ذكر أنهم سيقولون ذلك في غيره أيضًا، وكان كذلك، فإنهم قالوا في علي ﵁ حين خرجت عليه الخوارج، فاستشهد الصحابةَ في خُصُوصياته، فشهدوا له، فقالوا: صدقوا، ولكنك غَيّرتَ.
ومنها: وقعة الجمل:
رَوى الحاكم عن علي وطلحة ﵄: أنَّ رسول الله ﷺ قال للزبير: "أتحب عليًا؟ ! أما إنك سَتخرُجُ عليه وتقاتله، وأنت له ظالم".
1 / 44