واعلم أنه لا ينقطع لك حبل الأمل إلا بالزهد في الدنيا، والإكتفاء باليسير، فإنه لا يشرب منها شارب يوما إلا زاده ظمأ، ولا يحصل دينارا إلا احتاج درهما، فطالبها لا يشبع، ولا يزال يطمع، ولهذا قال بعض الصالحين: إن طلبت من الدنيا ما يكفيك فالأقل منها يكفيك، وإن طلبت من الدنيا فوق ما يكفيك فكل ما فيها لا يكفيك، وهذا حديث مروي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأشار إلى أن طالب الكثير لا ينتهي إلى غاية ؛ لأن الإحتواء على جميعها ممتنع، والأمل متسع، ولهذا خرج قوم كانوا من أربابها عن حبها، ومالوا عن قربها، لما تحققوا زوالها، فاتقوا وبالها.
Sayfa 95