İrşad
الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي
ويدخل هاهنا الشرط الخاص بحق الله تعالى، وهو إن ما كان من ذلك جهرا وجبت التوبة منه جهرا، فلهذا يجب على المغتاب أن يظهر التوبة لمن سمع اغتيابه، ولابد من استصحاب الشرطين المتقدمين هاهنا، وذلك يقتضي أنه لو تاب من قتل النفس المحرمة مع إصراره على غصب عشرة دراهم أو خمسة دراهم لا يكون تائبا، ولا يزول عنه عقاب القتل، فانسج على هذا المنوال جميع أجناس التوبة من الذنوب، وقسه عليه تصب إن شاء الله تعالى.
وقد روى أن عليا عليه السلام سمع رجلا بحضرته يقول: أستغفر الله. فقال: "ثكلتك أمك أتدري ما الاستغفار ؟ إن الاستغفار درجة العليين، وهو اسم واقع على ستة معان أو لها: الندم على ما مضى. والثاني: العزم على ترك العود إليه أبدا. والثالث: إن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى الله وليس عليك تبعة. والرابع: أن تعمد إلى كل فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقها. والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت من السحت فتذيبه بالأحزان حتى يلحق الجلد بالعظم، وينشأ بينهما لحم جديد. والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية. فعند ذلك تقول: أستغفر الله).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (التوبة من الذنب أن يتوب العبد من الذنب ثم لا يعود)(1) يعني أن هذه التوبة النافعة في الأجل.
وعن ابن عباس في قوله تعالى: {توبة نصوحا}(2) قال: "التوبة النصوح الندم بالقلب، والإقلاع بالبدن، والإضمار على أن لا يعود، والاستغفار باللسان).
وعن بعضهم وقد سئل من التائب ؟ قال: من كسر السيئات على رأسه، والدنيا على رأس الشيطان، ولزم الفطام حتى أتاه الحمام.
Sayfa 326