Iraq in Narrations and Signs of Turmoil
العراق في أحاديث وآثار الفتن
Yayıncı
مكتبة الفرقان
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٥ هـ - ٢٠٠٤ م
Yayın Yeri
الأمارات - دبي
Türler
وأبواب (الفتن) و(الملاحم) التي أخبر عنها ﷺ في أحاديث أشراط الساعة، وما كان وما يكون منها، لا تزال تنتظر باحثًا عالي الهمّة، دقيق النظر، ثاقب الفهم، راسخ القدم في العلوم الدينية بعامة، والحديثية: رواية ودراية بخاصة، عالي الكعب في التاريخ، واسع الاطلاع على أحداثه ومجرياته، صبورًا دؤوبًا في البحث والتنقيب والتمحيص، سليم العقيدة، حسن القصد؛ فإنها من أدق العلوم، وأوسعها بحثًا، وأكثرها تداخلًا.
وقد قام مجموعة من علمائنا ﵏ بواجبهم تجاه هذا الموضوع فيما مضى، وأخذ المتأخرون شروحهم وكلامهم على الأحاديث، وكأن عجلة الزمن توقفت، وتعاملوا مع أحاديث الفتن بمعزل عما يعصف من (أمواج) بالأمة.
والملاحظ بقوّة ضعف الدراسات الحديثة الجادّة حول هذا الموضوع، ولعل هذا من مظاهر اشتداد الفتن، وزاد الطين بلّة خوض بعض الذين لا علم عندهم، ولا دين لهم (١) في هذا الموضوع، وظهر ذلك على شكل دراسات ذات عناوين برّاقة (٢)، ومظاهر خلاّبة! هاجت على الأمة حديثًا بسبب ما وقع أخيرًا في (العراق) من اجتياحها الأول للكويت، وما تبعه من حصار، وحروب بعد ذلك في عصرنا الحالي.
وكثير من هذه الدراسات فيها (ركض) وراء الأحداث، وعجلة في إسقاط الأحاديث والآثار والنقول، وفوضى في الاستدلال، وخروج عن منهج العلماء في المعالجة، بل زج بعض أصحابها نفسه في مضايق، ظهر من
_________
(١) نعم؛ بعضهم كذلك، وأحلف بالله ﷿ غير حانث أنَّ واحدًا منهم -ممن له مؤلفات اشتهرت أخيرًا بشّدة- يكذب ويخترع من رأسه أسماءً لعشرات المخطوطات، ينقل منها أكاذيبه وترهاته وبواطيله، ولا وجود لها ألبتة في (الخارج)، ويعمّي ويلعب و(يدور) على السذج من المساكين من عباد الله لابتزاز أموالهم، وسيأتيك مزيد تفصيل لذلك، والله الموعد.
(٢) لي وقفة مع جملة منها في آخر كتابنا (ص ٦٣٢ وما بعد) .
1 / 6