Introduction to the Study of the Quran

Muhammad Abu Shahba d. 1403 AH
65

Introduction to the Study of the Quran

المدخل لدراسة القرآن الكريم

Yayıncı

مكتبه السنة

Baskı Numarası

الثانية

Yayın Yılı

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Yayın Yeri

القاهرة

Türler

تعالى: لا تُحَرِّكْ بِهِ لِسانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (١٦) [القيامة: ١٦] قال: «كان رسول الله ﷺ يعالج من التنزيل شدة، وكان مما يحرك شفتيه ...» (١) وهذه الشدّة لن تكون إلا في الحالة الأولى. وروى الإمام أحمد بسنده عن عبد الله بن عمرو قال: سألت النبي ﷺ فقلت: هل تحسّ بالوحي فقال رسول الله ﷺ: «أسمع صلاصل، ثم أسكت عند ذلك، فما من مرة يوحى إليّ إلّا ظننت أن نفسي تقبض» رواه أحمد، وروى ابن جرير أن النبي ﷺ كان إذا أوحي إليه وهو على ناقته وضعت جرانها (٢) فما تستطيع أن تحرك حتى يسرّى عنه، وعن زيد بن ثابت- ﵁ أنزل على رسول الله ﷺ وفخذه على فخذي، فكادت ترضّ (٣) فخذي (٤)، رواه البخاري في الصحيح. وأيضا فلو أنزل شيء من القرآن في الحالة الثانية وهي مجيء جبريل- ﵇ في صورة رجل لكان هذا مثارا للشك، والتلبيس على ضعفاء الإيمان، ولكان فيه مستند للمشركين في قولهم: إِنَّما يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ .... وقد أشار الله ﵎ إلى هذا في قوله حكاية لمقالة المشركين وردّا عليهم: وَقالُوا لَوْلا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ (٨) وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكًا لَجَعَلْناهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنا عَلَيْهِمْ ما يَلْبِسُونَ (٩) (٥) [الأنعام: ٨ - ٩]، فكان من الرحمة بالعباد، وعدم التلبيس عليهم أن لا ينزل القرآن إلا في هذا الجو الملائكيّ، الروحانيّ.

(١) صحيح البخاري- باب كيف كان بدء الوحي. (٢) الجران: باطن العنق. (٣) تكسر عظامها. (٤) تفسير ابن كثير ج ٩ ص ٢٧ - ٢٨. (٥) لقضي الأمر بإهلاكهم، فقد جرت سنة الله مع الكافرين أنهم إذا سألوا أسئلة تعنتية، ثم أجيبوا أن يهلكهم.

1 / 66