Introduction to the Study of the Quran
المدخل لدراسة القرآن الكريم
Yayıncı
مكتبه السنة
Baskı Numarası
الثانية
Yayın Yılı
١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م
Yayın Yeri
القاهرة
Türler
وقد ذكر العلماء أنه كان يؤخذ عن الدنيا، وبهذا يفسّر أيضا ما ورد في بعض روايات هذا الحديث: أنه أغمي عليه.
وقال «السيوطي» في «الإتقان» (١) بعد أن ذكر أن من كيفيّات الوحي تكليم الله إما في اليقظة وإما في المنام: «وليس في القرآن من هذا النوع شيء- فيما أعلم- نعم يمكن أن يعد منه آخر سورة «البقرة» لما تقدم (٢)، وبعض سورة «الضحى» و«ألم نشرح»، فقد أخرج «ابن أبي حاتم من حديث عديّ بن ثابت قال: قال رسول الله ﷺ: «سألت ربي مسألة وددت أني لم أكن سألته، فقلت: أي رب، اتخذت إبراهيم خليلا، وكلمت موسى تكليما، فقال: يا محمد، ألم أجدك يتيما فآويت، وضالا فهديت، وعائلا فأغنيت، وشرحت لك صدرك، وحططت عنك وزرك، ورفعت لك ذكرك، فلا أذكر إلا ذكرت معي».
وما أشار إليه فيما تقدّم: هو ما أخرجه مسلم في صحيحه عن ابن مسعود قال: «لما أسري برسول الله ﷺ انتهى إلى سدرة المنتهى ..
الحديث» وفيه: «فأعطي رسول الله ﷺ منها ثلاثا، أعطي الصلوات الخمس، وأعطي خواتيم سورة البقرة، وغفر لمن لا يشرك- من أمته- بالله شيئا .. المقحمات (٣)» .. وفي «الكامل» للهذليّ: نزلت آمَنَ الرَّسُولُ إلى آخرها بقاب قوسين» (٤).
وأعقب على ما ذهب إليه الإمام «السيوطي» إمكانا: بأن رواية «مسلم» ليس فيها تصريح بنزول خواتيم سورة «البقرة» عن طريق تكليم الله، فلعلّ المراد بإعطائه إيّاها: إعلام الله له باختصاصه ﷺ وأمته بما تدلّ عليه؛ تمنّنا عليه في هذا الموقف العظيم .. ألا ترى أنه أعطي الصلوات الخمس، وفرضت مع أنها لم ينزل فيها قرآن هذه الليلة! وليس في رواية الهذليّ
_________
(١) الإتقان ج ١ ص ٤٥.
(٢) يعني في كتابه الإتقان.
(٣) الكبائر.
(٤) الإتقان ج ١ ص ٢٣.
1 / 64