المدخل إلى علوم القرآن الكريم
المدخل إلى علوم القرآن الكريم
Yayıncı
دار عالم القرآن
Baskı Numarası
الأولى
Yayın Yılı
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
Yayın Yeri
حلب
Türler
إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَعِيسى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهارُونَ وَسُلَيْمانَ وَآتَيْنا داوُدَ زَبُورًا (١٦٣) وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْناهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسى تَكْلِيمًا (١٦٤) رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (١)
واستعمل القرآن لفظة الوحي في آيات كثيرة، وتفيد معنى الإعلام الخفي والإلهام الفطري، وهي في معناها العام أعم وأشمل من معناها الخاص الذي استعملت به في مجال الاصطلاح الذي يدل على الكيفية التي كان يبلغ بها جبريل رسالة ربه للنبي ﷺ.
معاني الوحي في القرآن:
جاءت لفظة الوحي في القرآن في معان عدة:
أولا: معنى الإلهام الغريزي، وذلك في قوله تعالى: وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (٢) وكلمة الوحي في هذه الآية تفيد معنى التكوين الغريزي الذاتي، وهو في إطار الخلق والتكوين، وهذا معنى يختلف عن معنى «الوحي» الذي نتحدث عنه، وكلمة الخلق والتكوين والتوجيه أدق من كلمة الإلهام في هذه الآية، لأن اتخاذ الجبال والأشجار بيوتا للنحل صفة ذاتية وتكوين غريزي، والإلهام يغلب عليه تكوين الاستعداد لسلوك غير مألوف، فإذا كان السلوك مألوفا عن طريق التكوين الغريزي فلا يسمى «إلهاما»، فلا يقال في الأمور الغريزية إلهام إلا عن طريق تكوين الاستعداد عند الخلق، فلا يصح أن يستعمل معنى الإلهام في السلوك المألوف المعتاد.
ثانيا: معنى الإلهام الإرادي، وذلك في قوله تعالى: وَأَوْحَيْنا إِلى أُمِّ مُوسى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجاعِلُوهُ مِنَ الْمُرْسَلِينَ (٣) وواضح من الآية أن كلمة «وأوحينا» لا تقتصر على
_________
(١) سورة النساء، الآيات: ١٦٣ - ١٦٥.
(٢) سورة النحل، الآية: ٦٨.
(٣) سورة القصص، الآية: ٧.
1 / 32